الأحد 13 يوليو 2025 04:54 صـ 17 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

موضوع خطبة الجمعة 11 يوليو 2025 .. لله درٌّك يا ابن عباس

الجمعة 11 يوليو 2025 09:02 صـ 15 محرّم 1447 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 11 يوليو 2025 تحت عنوان " لله درٌّك يا ابن عباس "، مؤكدة أن اختيار هذا العنوان يأتي في إطار تسليط الضوء على تجربة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مناهضة الفكر المتشدد، من خلال العلم والحوار والحكمة، لا بالعنف أو الانفعال.

محور الخطبة: فهم عميق في زمن الغلو
أوضحت الوزارة أن الخطبة ستركز على الموقف التاريخي للصحابي عبد الله بن عباس، المُلقب بـ"حبر الأمة" و"ترجمان القرآن"، حين واجه الفكر الخارجي الذي نشأ في عصره، باستخدام الحجة والبصيرة والعلم الراسخ، في نموذج يُعد من أهم المواقف التي تُحتذى في مواجهة التيارات المتطرفة.

وتشير وزارة الأوقاف إلى أن خطبة اليوم تهدف إلى ترسيخ عدة مفاهيم، على رأسها:

أهمية الفهم العميق للنصوص الشرعية، والابتعاد عن القراءات السطحية التي قد تؤدي إلى الغلو.

ضرورة الحوار الهادئ المدعوم بالحجج والبراهين في التصدي لأصحاب الفكر المتشدد، دون الوقوع في فخ العنف أو ردود الفعل الحادة.

التأكيد على فهم النصوص في سياقها الصحيح، والرجوع إلى مقاصد الشريعة وكلياتها، بعيدًا عن التفسيرات الضيقة أو الخارجة عن روح الدين.

ابن عباس نموذجًا لمواجهة الفكر الخارجي
تتناول الخطبة بالتفصيل واقعة مناظرة عبد الله بن عباس للخوارج، الذين خرجوا على جماعة المسلمين وكفّروا المجتمع واستباحوا الدماء، مدّعين أنهم يحملون لواء الحق. وقد كان رد ابن عباس عليهم مثالًا نادرًا في ضبط النفس، وسعة الأفق، وغزارة العلم، حيث دخل إلى ساحتهم بعلم لا جدال فيه، وفنّد أفكارهم دون خصومة أو عنف.

وتُبرز الخطبة أن ابن عباس قد واجه هذه الموجة الفكرية المنحرفة بالحوار والتفسير والعودة إلى روح النصوص، وليس بالاتهام أو الإقصاء، مما أدى إلى عودة ما يقرب من ألفين أو أكثر إلى جادة الصواب، وهو ما يدل على فاعلية الحوار المستنير في مواجهة الغلو.

رسالة إلى خوارج العصر
تتضمن الخطبة رسالة موجهة إلى أصحاب الفكر المتشدد في العصر الحالي، مفادها أن استخدام الدين لتبرير العنف وسفك الدماء هو فهم مشوَّه لا يمت إلى الإسلام بصلة. وتُذكر الخطبة بقول الله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، في إشارة إلى أن الأصل في الرسالة الإسلامية الرحمة، لا العنف ولا التكفير.

وتوضح الوزارة أن أخطر ما تواجهه المجتمعات اليوم هو الفكر المتطرف المغلف بعبارات دينية براقة، لكنه يفتقد للفهم الحقيقي للشرع، ويعتمد على اجتزاء النصوص وبناء الأحكام على ظاهرها دون ربطها بمقاصدها أو سياقها.

الخطبة الثانية: الضمير الحي أساس الإصلاح
وفي الجزء الثاني من خطبة الجمعة، يتم التركيز على أهمية "يقظة الضمير"، باعتبارها حجر الزاوية في إصلاح الفرد والمجتمع. وتشير إلى أن الضمير الحي هو الذي يحمي الإنسان من الانجراف، ويوجهه نحو الصواب، ويحول بينه وبين الوقوع في الفساد أو الجريمة أو التعدي على حقوق الآخرين.

رسالة شاملة للتحصين الفكري
من خلال خطبة اليوم، تسعى وزارة الأوقاف إلى تحصين المجتمع المصري من تيارات الفكر المنحرف التي تتجدد بين الحين والآخر، وإن ظهرت تحت أسماء وشعارات مختلفة، لكنها في جوهرها تُعيد إنتاج ذات المفاهيم المغلوطة.

وتدعو الوزارة الأئمة والخطباء إلى الالتزام بمحاور الخطبة المعتمدة، والتركيز على إيصال رسالة التوازن والاعتدال، وتبيين الفرق بين المنهج الشرعي القائم على العلم والرحمة، والمنهج المتشدد الذي يجنح إلى العنف باسم الدين.