الإثنين 14 يوليو 2025 08:02 صـ 18 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

تقبيل يد أسامة الأزهري.. بين التوقير الديني والجدل الاجتماعي

الأحد 13 يوليو 2025 06:37 مـ 17 محرّم 1447 هـ
وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

تقبيل يد العلماء: جدل ديني بعد تداول فيديو لتقبيل يد الدكتور أسامة الأزهري

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي يُظهر عددًا من الأشخاص وهم يقبّلون يد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، حالة من الجدل العام، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا التصرف. البعض اعتبره مخالفًا لتعاليم الدين الإسلامي، فيما رأى آخرون أنه من مظاهر التوقير والاحترام للعلماء، خاصة في السياق الصوفي الذي يشتهر بهذه العادات.
وفي هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لتقبيل يد العلماء والصالحين، مستندة إلى المذاهب الفقهية وأقوال السلف.


حكم تقبيل يد الشيخ أو العالم عند الصوفية:


وأكدت دار الإفتاء المصرية أن تقبيل يد الشيخ أو العالم جائز عند الصوفية، بل مستحب عند الكثير منهم، لما فيه من إظهار المودة والاحترام والتقدير للعلم والتقوى [1، 2]. ويرى بعض العلماء أن تقبيل اليد يكون على سبيل التبرك والتعظيم لمن هو أهل لذلك، كأهل العلم والصلاح والتقوى، ولا يكون على سبيل المبالغة أو الغلو.


أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقبلون يده الشريفة:

وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أنه كان أصحاب النبي الكريم يقبلون يده الشريفة ، ومما ورد عن حكم تقبيل اليد، ما روى عن أسامة بن شريك - رضي الله عنه- قوله: «قُمنا إلى النبيِّ - صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- فقبَّلنا يدَه»، كما ثبت أنّه «لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الشَّامَ؛ اسْتَقْبَلَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فَقَبَّلَ يَدَهُ، ثُمَّ خَلَوْا يَبْكِيَانِ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ تَمِيمٌ: تَقْبِيلُ الْيَدِ سُنَّةٌ».


تقبيل يد الوالدين والصالحين في الشريعة الإسلامية:


وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه يُكرَه تقبيل أيدي غير الوالدين أو العلماء، أباحت الشّريعة الإسلاميّة تقبيل أيديهم، مثل: الوُلاة، وأصحاب الجاه، والمناصب، والأغنياء، وذوي السُّلطان والجبروت، يقول الإمام النوويّ - رحمه الله-: "يُستحَبّ تقبيل يد الرّجل الصّالح، والزّاهد، والعالم، ونحوِهم من أهل الآخرة، وأمّا تقبيل يدهِ لغِناه ودُنياه وشوكتِه ووَجاهتِه عند أهل الدُّنيا بالدُّنيا ونحو ذلك فمكروهٌ شديد الكراهَةِ"، وقال المتولّي: لا يجوز.


وتابعت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز تقبيل أيدي العُلماء والوالدين والصّالحين من أهل الدِّين والعِلم والفَضْل، بل إنَّ ذلك دليلٌ على صدق محبّة الناس لهم وبرِّهم بهم، وقيمتهم في المجتمع عند أبنائهم وأقوامهم، وفيه تعظيمٌ للعلم وأهله، ويُشترط لجواز تقبيل اليد في هذه الحالة أمران يجب توفُّرهما حتّى لا يخرج الجواز إلى الحُرمة أو الكَراهة، وهما:


عدم المغالاة في تقبيل يد العلماء والصالحين:


وأضافت دار الإفتاء، يجب ألّا يكون في تقبيل أيدي العلماء والصّالحين مُغالاةٌ وزيادةٌ في التّبجيل؛ لِما في ذلك من التّغاضي عن أخطائهم وزلّاتهم وهَفَواتهم، ولما فيه من البُعد عن الطّريق القويم، ممّا يؤدّي إلى قلب الغاية التي جاء لأجلها تقبيل أيديهم، ليصبح ناتجه عكسيًّا باستِبداد العلماء على العوامّ إن كانوا غير أهلٍ لذلك.


كما يجب ألّا يُزاد في تقبيل أيدي العلماء والصّالحين والدُّعاة عمّا أجازه الشّرع وسمح به من احترام العُلماء وإِجلالهم، حتّى يصل الناس إلى درجة تقديسهم في أمور أخرى، مثل: الرُّكوع لهم قبل تقبيل أيديهم، أو الانحناء لأجل تقبيل أيديهم، ممّا يؤدّي إلى إذلال خَلق الله وتكبُّر العلماء عليهم.