الإثنين 14 يوليو 2025 07:12 مـ 18 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الإفتاء: زيارة مقامات آل البيت والأولياء مشروعة شرعًا وليست بدعة ولا شركًا

الإثنين 14 يوليو 2025 11:03 صـ 18 محرّم 1447 هـ
زيارة مقامات آل البيت
زيارة مقامات آل البيت

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زيارة مقامات آل البيت ورجال الله الصالحين تعد من العبادات المشروعة والمندوب إليها في الإسلام، مؤكدة أنها من القربات التي يُثاب عليها المسلم، وليست بدعة أو شركًا كما يزعم البعض.

وأكدت دار الإفتاء، في فتوى نشرتها عبر موقعها الرسمي ردًا على سؤال بشأن الحكم الشرعي لزيارة مقامات آل البيت والصالحين، أن هذا الفعل مشروع شرعًا ومستحب، ويُعتبر من أرجى الطاعات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، نظرًا لما ورد من نصوص قرآنية ونبوية تحث على توقير ومحبة آل بيت النبي.

واستشهدت الفتوى بقول الله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى"، في إشارة إلى وجوب محبة أهل بيت النبي الكريم. كما استدلت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الإمام مسلم، حين قال في خطبته: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"، وكرر ذلك ثلاث مرات، مما يدل على مكانتهم الرفيعة.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن زيارة قبور الصالحين، وفي مقدمتهم آل البيت، أرجى في الثواب من زيارة أقارب الشخص المتوفين، مستندة في ذلك إلى ما رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله: "والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إليّ أن أصل من قرابتي"، كما قال أيضًا: "ارقبوا محمدًا في أهل بيته".

وأضافت الفتوى أن الأمة الإسلامية سلفًا وخلفًا قد درجت على زيارة مقامات الأولياء والصالحين دون إنكار، معتبرة هذا الفعل نهجًا مستقرًا في وجدان الأمة، وسلوكًا متوارثًا لم يخالفه جمهور العلماء.

وأكدت الدار أن الزعم بأن زيارة قبور الأولياء بدعة أو شرك هو قول باطل يخالف ما ورد في الشريعة الإسلامية، ويتضمن اتهامًا باطلًا لسلف الأمة وعلمائها، فضلًا عن كونه كذبًا على الله ورسوله، وطعنًا في الدين نفسه.

وأوضحت أن الشريعة جاءت بالرحمة والوسطية، وأن زيارة القبور، بما فيها مقامات الصالحين، تندرج ضمن الأعمال التي تُذكّر بالآخرة وتدعو إلى التدبر والدعاء والتوسل المشروع، ما دامت خالية من المخالفات الشرعية كالطواف أو الاستغاثة بالأموات.

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن تكفير المسلمين أو تبديعهم بسبب زيارتهم لقبور الأولياء أو التوسل المشروع بأعمالهم الصالحة يُعد تجاوزًا لحدود الشرع، وأن الأصل هو احترام هذه الممارسات التي أقرها العلماء عبر قرون طويلة.