الإثنين 14 يوليو 2025 10:28 مـ 18 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

مرصد الأزهر: إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي والجواسيس في حربها ضد إيران

الإثنين 14 يوليو 2025 02:37 مـ 18 محرّم 1447 هـ
حرب الذكاء الاصطناعي والجواسيس
حرب الذكاء الاصطناعي والجواسيس

أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في المنطقة، مدينًا ما وصفه بـ"الإرهاب الدولي المنظم" الذي مارسه الكيان الصهيوني خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، والتي اندلعت في فجر القرن الحادي والعشرين. وأكد المرصد أن هذه المواجهة، رغم قصر مدتها، تركت آثارًا عميقة غيرت موازين القوى الإقليمية وكشفت الوجه الحقيقي للكيان كآلة عسكرية متطرفة تعتمد على لغة الدم والدمار.

وأوضح المرصد أن الكيان الصهيوني استخدم أحدث التقنيات التكنولوجية في شن ضربات جوية متزامنة استهدفت العمق الإيراني، محولًا التكنولوجيا إلى أداة قتل دقيقة تستهدف البشر والممتلكات بلا تمييز، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية.

وأشار إلى أن العمليات العسكرية اعتمدت بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي لتوجيه الضربات بدقة عالية، مما قلّص هامش الخطأ البشري، إلى جانب استخدام الحرب الإلكترونية لاختراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وتعطيل الرادارات والأنظمة الحيوية، وهو ما يمثل سابقة خطيرة تهدد الأمن العالمي. كما شملت المواجهة عمليات اغتيال دقيقة استهدفت قادة عسكريين وعلماء بارزين، إلى جانب حرب الجواسيس التي شهدت تجنيد عناصر سرية للوصول إلى أهداف استراتيجية، مما يعكس جانبًا جديدًا من الإرهاب الدولي الموجه ضد إيران.

وأكد مرصد الأزهر أن هذه الممارسات تكشف عن خوف عميق لدى الكيان الصهيوني من إرادة الشعوب وقدرتها على المقاومة، مشيرًا إلى أن كلا الطرفين أعلن النصر، لكن التكاليف المادية والعلمية كانت باهظة، حيث فقدت إيران عشرات العلماء النوويين، ما أضعف القدرات الاستراتيجية، وتحولت البنى التحتية الحيوية إلى خراب يحتاج لإمكانيات ضخمة لإعادة الإعمار، مما يثقل كاهل اقتصاديات المنطقة المنهكة.

وأوضح المرصد أن المواجهة كشفت نقاط ضعف في درع كل طرف، ما قد يفتح الباب أمام دول أخرى لاستغلال هذه الثغرات، ويدخل المنطقة في دوامة جديدة من التوترات. ولفت إلى أن الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ هم الخاسر الأكبر، حيث تسهم هذه الجرائم في تأجيج التطرف وزرع بذور الكراهية لأجيال قادمة، مما يمثل خطرًا جيوسياسيًا وفكريًا على العالم بأسره.

وشدد مرصد الأزهر على أن الحروب التقليدية أصبحت من الماضي، وأن الصراعات المستقبلية تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا المتقدمة، الحرب السيبرانية، العمليات الاستخباراتية، وحرب الإشاعات، مؤكدًا أن التحالفات الإقليمية والدولية هي المحدد الرئيسي لميزان القوى، وأن أي قوة منفردة لا يمكنها تحقيق نصر مستدام دون دعم حلفائها.

وحذر المرصد من أن التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أصبحت في يد الكيان الصهيوني سلاحًا مدمرًا يشكل تهديدًا للبشرية، معتبراً إسرائيل مشروع إرهاب دولي منظم. وأكد أن الصمت الدولي يشجع على المزيد من الجرائم، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر الداهم.

كما اعتبر المرصد أن وقف إطلاق النار الحالي مجرد هدوء زائف، حيث يعيد الطرفان ترتيب صفوفهما لجولة مقبلة قد تكون أكثر دموية، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم إزاء الإرهاب المنظم أو الاستعداد لمواجهة تداعياته التي قد تمتد إلى الجميع. وأكد أن المدنيين الأبرياء هم الضحايا الأكبر في هذه المعادلة المعقدة، الذين يدفعون ثمن صراعات النفوذ والهيمنة، متسائلاً: هل يمكن لصوت العقل والحكمة أن يعلو فوق ضجيج المدافع قبل أن يُبتلع الجميع في هوة العدم؟

موضوعات متعلقة