• الرئيسية
• طريق الحقيقة

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن تصاعد ملحوظ في نشاط حركة الشباب الإرهابية خلال الأسبوع الماضي في الصومال، حيث تمكنت الحركة من السيطرة على بلدة القوهلي الواقعة على بُعد 13 كيلومترًا من مدينة موكوكوري في إقليم هيران، بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة مع القوات الحكومية ومليشيات "ماويسلي" العشائرية المتحالفة معها.

وفي مساء الأربعاء 9 يوليو 2025، شهدت العاصمة الصومالية هجومًا عنيفًا على قاعدة عسكرية، تبنته حركة الشباب، تلاه إطلاق نار كثيف. كما استهدفت الحركة بلدة موقوكوري الاستراتيجية في إقليم هيران، معلنة إحكام سيطرتها عليها عقب معارك عنيفة استخدمت فيها سيارات مفخخة وأسلحة متوسطة. وأفادت مصادر غير رسمية بسقوط عدد من الضحايا من الطرفين، في حين لا تزال الأرقام الدقيقة غير مؤكدة.

وفي ردة فعل سريعة، صدّت القوات الحكومية الصومالية هجومًا لحركة الشباب في منطقة جوماري قرب موقوكوري يوم السبت 5 يوليو 2025، وأسفر الاشتباك عن مقتل 10 مسلحين من التنظيم، بعد معارك استمرت ساعتين، ما أدى إلى تكبيد الجماعة خسائر كبيرة.

وفي عمليات أمنية لاحقة، نفذت القوات المشتركة ضربات مركزة على مواقع الحركة في مناطق قولاني، دار النعمة، والكوثر بإقليم شبيلي الوسطى، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، بينهم قياديان بارزان متهمان بفرض إتاوات وترهيب المدنيين. كما دمرت وحدات الجيش منشأة طبية ومركز عمليات للحركة في منطقة مورا غودان بمديرية رعغعلي.

وفي إطار التصدي للإرهاب، أعلن الاتحاد الإفريقي تخصيص دعم مالي إضافي بقيمة 10 ملايين دولار لصندوق الطوارئ، ليصل إجمالي الدعم لعام 2025 إلى 20 مليون دولار. كما قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي تأجيل انسحاب القوات البوروندية من الصومال لمدة ستة أشهر، نظرًا للتحديات الأمنية المستمرة وتأخر إطلاق بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة لدعم الاستقرار في البلاد.

على الصعيد الثنائي، اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود خلال لقاء مشترك على توسيع التعاون الأمني والعسكري، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مع دعم القدرات الصومالية في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مناقشة مشاركة مصر في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة (AUSSOM).

وأكد مرصد الأزهر أن الهجمات المتصاعدة لحركة الشباب تعكس رغبتها في استغلال أية ثغرات أمنية خاصة بعد انسحاب بعض بعثات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الفكرية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تعتمد عليها الحركة لاستقطاب الشباب، وحماية المجتمع الصومالي من خطر الإرهاب.