الثلاثاء 17 يونيو 2025 09:02 مـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

أسعار النفط تتخطى 2% وسط دعوات ترامب لإخلاء طهران وتصاعد التوتر الإسرائيلي الإيراني

الثلاثاء 17 يونيو 2025 10:49 صـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
النفط
النفط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 2% اليوم الثلاثاء، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل. جاء هذا الارتفاع بعد تصريح مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعا فيه "الجميع" إلى إخلاء طهران فورًا، مما زاد من المخاوف بشأن احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتأثيرها على إمدادات النفط العالمية.

تفاصيل ارتفاع أسعار النفط اليوم
صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بأكثر من 2%، لتصل إلى 73.26 دولارًا للبرميل الواحد، عقب تصريحات ترامب المثيرة للجدل. وفي السياق ذاته، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 2% أو ما يعادل 1.62 دولار، لتسجل 74.85 دولارًا للبرميل.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نشر منشورًا على منصة "تروث سوشال" في وقت مبكر من صباح الثلاثاء (الواحدة والنصف بعد منتصف ليل الاثنين)، دعا فيه إلى إخلاء طهران فورًا. وكتب ترامب في منشوره: "كان ينبغي على إيران توقيع 'الاتفاق' الذي طلبتُ منهم توقيعه. يا له من عار، يا له من إهدارٍ للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا!".

تراجع سابق ومحاولات تهدئة الأوضاع
على الرغم من ارتفاع اليوم، كانت أسعار النفط قد شهدت تراجعًا بأكثر من 1% في ختام تداولات يوم أمس الإثنين 16 يونيو. جاء هذا الانخفاض بعد تقارير أفادت بسعي إيران إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل، مما أثار آمالًا بإمكانية التوصل إلى هدنة وتخفيف المخاوف بشأن تعطل إمدادات الخام من المنطقة.

في جلسة أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت دولارًا واحدًا أو 1.35% لتصل إلى 73.28 دولارًا للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.21 دولار أو 1.66%، لتسجل عند التسوية 71.77 دولارًا للبرميل. يذكر أن الخامين كانا قد سجّلا في وقت سابق من الجلسة مكاسب تجاوزت 4 دولارات.

وكان الخامان القياسيان قد قفزا بنسبة 7% عند تسوية جلسة الجمعة، بعد ارتفاعهما بأكثر من 13% خلال الجلسة نفسها، ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير الماضي، وذلك في أعقاب بدء إسرائيل في قصف إيران.

جهود دبلوماسية وتداعيات محتملة على الإمدادات
أفادت مصادر إيرانية وإقليمية لوكالة رويترز بأن طهران قد طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، مقابل إبداء إيران مرونة في المفاوضات النووية. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت في وقت سابق أن إيران تسعى إلى هدنة.

وعلق روبرت يوغر، المحلل لدى شركة ميزوهو، بأن المتعاملين في السوق قللوا من الرهانات على أن القصف المتبادل بين الجانبين قد يتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، من شأنها أن تهدد البنية التحتية للطاقة بشكل مباشر.

تتبادل إيران وإسرائيل الغارات الجوية، بما في ذلك على البنية التحتية للطاقة، لكن منشآت تصدير النفط الرئيسية لم تتعرض للقصف حتى الآن. وقال هاري تشيلينجوريان، رئيس مجموعة الأبحاث في أونيكس كابيتال غروب، إن "الأمر يتوقف كله على كيفية تأثر تدفقات الطاقة بتصاعد الصراع... لم تتأثر الطاقة الإنتاجية والقدرة على التصدير حتى الآن، ولم تبذل إيران أي جهد لعرقلة التدفقات عبر مضيق هرمز".

أهمية مضيق هرمز ومخاطر التشويش الإلكتروني
في سياق متصل، أعلنت القوات البحرية اليوم أن التشويش الإلكتروني على أنظمة ملاحة السفن التجارية قد زاد في الأيام القليلة الماضية في أنحاء مضيق هرمز والخليج بشكل عام. يؤثر هذا التشويش على السفن التي تبحر عبر هذه المنطقة الحيوية.

يمر عبر مضيق هرمز نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يعادل حوالي 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا من النفط والمكثفات والوقود، مما يجعله نقطة اختناق بحرية حاسمة لتجارة النفط العالمية.

تنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حاليًا نحو 3.3 مليون برميل يوميًا، وتصدر أكثر من مليوني برميل يوميًا من النفط والوقود. ويقول محللون ومراقبون في أوبك إن القدرة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، بمن فيهم روسيا، على ضخ المزيد من النفط لتعويض أي تعطل تعادل تقريبًا إنتاج إيران.

وأوضح ريتشارد جوسويك، المحلل المتخصص في شؤون النفط لدى ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس، في مذكرة أن "إذا تعطلت صادرات الخام الإيراني، فستحتاج المصافي الصينية، وهي المشتري الوحيد للبراميل الإيرانية، إلى البحث عن بدائل في خامات من دول أخرى في الشرق الأوسط والخام الروسي".

موضوعات متعلقة