الأحد 7 سبتمبر 2025 07:36 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الوظائف تتبخر والمصانع تتراجع.. الفجوة تتسع بين وعود ترامب والواقع

الأحد 7 سبتمبر 2025 12:52 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

شهد سوق العمل الأمريكي خلال الأشهر السبعة الأولى من تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة تراجعاً ملحوظاً، إذ فقد زخمه النشط ودخل في حالة من الركود، بالتزامن مع ارتفاع التضخم وبدء تنفيذ سياسات الرسوم الجمركية.

وبحسب تقرير الوظائف الأخير، أضاف أصحاب العمل 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%.

كما أظهرت المراجعات أن الاقتصاد خسر 13 ألف وظيفة في يونيو، وهي أول خسارة شهرية منذ ديسمبر 2020 خلال جائحة كورونا، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وتكشف هذه البيانات عن فجوة متسعة بين الوعود الاقتصادية التي أطلقها ترامب وبين الأداء الفعلي للاقتصاد.

البيت الأبيض دافع عن سياساته مؤكداً أن النتائج الإيجابية تحتاج إلى وقت، حيث قال ترامب إن افتتاح المصانع الجديدة سيقود إلى تحسن سوق العمل في المستقبل، داعياً الأمريكيين إلى "التحلي بالصبر".

لكن هذه الدعوات لم تخفف من قلق المواطنين، خصوصاً مع تراجع نسبة الرضا عن إدارته الاقتصادية من 56% مطلع 2020 إلى 38% في يوليو الماضي.

وفي مواجهة الانتقادات، حمّل ترامب محافظ البنك المركزي جيروم باول المسؤولية، مؤكداً أن خفض أسعار الفائدة كان سيساهم في خلق وظائف إضافية، رغم المخاطر التضخمية المرتبطة بذلك.

ويتوقع المستثمرون بالفعل خفضاً في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي.

على الجانب الآخر، اعتبر الديمقراطيون أن سياسات ترامب التجارية، وخاصة الرسوم الجمركية، ساهمت في إضعاف الاقتصاد.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن "تقرير الوظائف يبرهن على أن سياسات ترامب تكسر الاقتصاد".

كما واجه الرئيس انتقادات إضافية بشأن معدلات البطالة بين الأمريكيين من أصول إفريقية، والتي ارتفعت إلى 7.5%، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021، رغم تعهده بحماية ما وصفه بـ"الوظائف السوداء" من خلال تشديد سياسات الهجرة.

ومنذ أبريل، تراجعت وظائف المصانع بواقع 42 ألف وظيفة، بينما خسر قطاع البناء 8 آلاف وظيفة، وقطاع التعدين والطاقة 12 ألف وظيفة منذ يناير.

كما توقعت إدارة معلومات الطاقة انخفاض إنتاج النفط بمعدل 100 ألف برميل يومياً العام المقبل، رغم وعود ترامب بأن "سائل النفط الذهبي" سيجعل الولايات المتحدة أكثر ثراءً.

وفيما يتعلق بالتضخم، ارتفعت أسعار المستهلكين من 2.3% في أبريل إلى 2.7% في يوليو، وقفزت تكاليف الكهرباء بنسبة 4.6% منذ بداية العام، على الرغم من تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية السابقة بـ"إنهاء التضخم في يوم واحد".

ومع تصاعد الجدل، اتهم ترامب خصومه بتزوير بيانات الوظائف للإضرار به، وأقال مدير مكتب إحصاءات العمال بعد مراجعات أظهرت تراجعاً كبيراً في بيانات يوليو. لكن خبراء مثل مايكل ستراين من معهد أمريكا إنتربرايز أكدوا أن هذه المزاعم تتناقض مع دعوة الرئيس الأمريكي للانتظار قائلاً: "إذا كانت البيانات مزورة، فلماذا يُطلب من الناس الصبر؟"