اختراق الدرع الدفاعي الإسرائيلي.. صواريخ ”فتاح” يغيّر قواعد اللعبة العسكرية في المنطقة

أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، أن الموجة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" تم تنفيذها باستخدام صواريخ "فتاح" من الجيل الأول، وهي صواريخ باليستية فرط صوتية تُعد من أحدث الأسلحة في الترسانة الصاروخية الإيرانية.
وأكد الحرس الثوري، في بيان رسمي، أن صواريخ "فتاح" استطاعت اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ما منح القوات الإيرانية ما وصفه بـ"السيطرة الكاملة" على المجال الجوي الإسرائيلي خلال العملية. وأشار البيان إلى أن "الصواريخ القوية والمناورة تمكنت من تجاوز الدرع الصاروخي الدفاعي الإسرائيلي، في رسالة مباشرة إلى تل أبيب وحلفائها المحرضين على التصعيد العسكري"، على حد وصفه.
مواصفات صاروخ "فتاح" الإيراني
يُعد "فتاح" أول صاروخ باليستي فرط صوتي تطوره إيران، وكشفت عنه لأول مرة في عام 2023. وتقول طهران إن الصاروخ يتمتع بقدرات متقدمة تؤهله لاختراق الأنظمة الدفاعية المعادية، وتجاوز الرادارات عبر سرعته العالية وقدراته المناوراتية.
ومن أبرز مواصفاته الفنية:
المدى: يصل إلى 1400 كيلومتر.
السرعة النهائية قبل إصابة الهدف: تتراوح بين 13 إلى 15 ماخ (أي نحو 16 ألف إلى 18 ألف كيلومتر/ساعة).
الوقود: يعمل بمحرك كروي يستخدم الوقود الصلب.
القدرات المناوراتية: قادر على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، ما يعزز فرصه في تفادي الرصد والاعتراض.
التخفي: يتمتع بقدرة عالية على التخفي من أنظمة الرادار.
الأبعاد: طوله يبلغ 13.6 متر، وقطره يقارب 80 سنتيمترًا.
أبعاد استراتيجية ورسائل سياسية
يحمل استخدام صواريخ "فتاح" في العمليات الميدانية، بحسب المراقبين، رسائل إيرانية مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قدرات طهران العسكرية المتطورة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة. كما تعكس هذه الخطوة تطوراً في القدرة العملياتية للحرس الثوري في تنفيذ ضربات دقيقة باستخدام أسلحة استراتيجية متقدمة.
وتأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من التوترات المستمرة في عدة مناطق إقليمية، حيث تشير طهران إلى أن استخدامها لهذه النوعية من الأسلحة هو جزء من سياسة الردع ورد مباشر على ما تصفه بـ"التحريض على المواجهة من قبل حلفاء تل أبيب".
سياق التصعيد
يرى محللون أن دخول صواريخ فرط صوتية في العمليات المعلنة يضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والتقني، حيث يصعب على أنظمة الدفاع التقليدية رصد أو اعتراض صواريخ بهذا النوع من السرعة والمناورة، وهو ما قد يغيّر معادلات الردع القائمة في الشرق الأوسط.