الحرب الإيرانية الإسرائيلية تهدد أمن المنطقة واقتصادها... ومصر تمثل صوت الحكمة

مع تسارع التطورات الميدانية في المواجهة العسكرية المفتوحة بين إسرائيل وإيران..
يزداد قلق العالم من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تضع مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط على المحك. فالهجمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، التي جاءت في توقيت بالغ الحساسية، تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي في المنطقة.
إن رفضنا لهذا التصعيد لا ينبع فقط من كونه عدوانًا، بل لأن مثل هذه التحركات الأحادية تقوّض كل الجهود السياسية وتضع المنطقة بأسرها في دائرة من التوتر المزمن.
التصعيد العسكري لا يصنع أمنًا، بل يخلق مزيدًا من الأعداء ويهدم فرص الحوار.
من هذا المنطلق، يأتي الموقف المصري في طليعة المواقف الداعية إلى الحكمة وضبط النفس، وهو ما يعكسه الأداء المتزن والدور المحوري الذي تلعبه الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يثبت للعالم مرة بعد أخرى أن مصر ما زالت تمثل صوت العقل في منطقة مضطربة.
إننا في حزب الجبهة الوطنية نؤكد دعمنا الكامل لهذا النهج، ونؤمن بأن الحفاظ على الأمن القومي يبدأ أولًا من حماية استقرار الإقليم، والتمسك بالحلول السياسية السلمية، ورفض منطق القوة وفرض الأمر الواقع.
ولا يخفى على أحد أن لهذه الحرب تداعيات اقتصادية واسعة، تبدأ من اضطراب سلاسل الإمداد لا سيما في قطاع الطاقة، مرورًا بارتفاع أسعار البترول عالميًا، وما يترتب عليه من ضغوط على العملات الوطنية، وصولًا إلى تزايد معدلات التضخم بشكل مباشر يثقل كاهل المواطن العربي البسيط.
من هنا، فإن صوت الشعوب يجب أن يكون حاضرًا، داعيًا لوقف هذا التصعيد، والعودة إلى طاولة السياسة بدلًا من ساحات القتال. لأن الحرب لا تنتهي بانتصار طرف على آخر، بل بانهيار أمل الشعوب في الأمن والكرامة والتنمية.