النفط يتراجع مع ترقب زيادة إنتاج ”أوبك+” ومخاوف من ركود عالمي

تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة بعوامل متداخلة، أبرزها احتمالات زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" خلال أغسطس المقبل، وتنامي القلق من تباطؤ اقتصادي عالمي ناجم عن توقعات رفع الرسوم الجمركية الأميركية.
وبحسب بيانات وكالة "رويترز"، هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنحو 16 سنتًا، أي بنسبة 0.24%، لتسجل 66.58 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 20 سنتًا أو 0.31% إلى 64.91 دولارًا للبرميل، حتى الساعة 00:00 بتوقيت جرينتش.
قلق من استمرار سياسة التوسع الإنتاجي
وأوضح دانيال هاينز، خبير السلع في بنك "إيه.إن.زد"، أن الأسواق باتت قلقة من احتمال استمرار تحالف "أوبك+" في زيادة الإنتاج بوتيرة مرتفعة، وهو ما قد يضغط على الأسعار في ظل ضعف الطلب العالمي.
وكشفت أربعة مصادر من داخل "أوبك+"، في تصريحات لـ"رويترز" الأسبوع الماضي، عن نية المجموعة رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس، لتواصل بذلك سلسلة الزيادات الشهرية التي بدأت في مايو واستمرت خلال يونيو ويوليو.
وفي حال تنفيذ هذه الخطة، سيرتفع إجمالي الزيادة في إنتاج "أوبك+" خلال عام 2025 إلى نحو 1.78 مليون برميل يوميًا، بما يعادل أكثر من 1.5% من إجمالي الطلب العالمي على الخام.
ومن المنتظر أن تعقد "أوبك+" اجتماعها المقبل في السادس من يوليو لبحث التطورات واتخاذ القرار النهائي بشأن سياسة الإنتاج.
الرسوم الجمركية الأمريكية تضيف ضغوطًا إضافية
وفي سياق موازٍ، ساهمت حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية في الضغط على أسعار النفط، وسط مخاوف من تأثير سلبي محتمل على وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
وحذّر وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، من احتمال تطبيق معدلات جمركية مرتفعة على واردات بعض الدول، رغم استمرار المفاوضات التجارية، مشيرًا إلى أن المهلة المحددة تنتهي في 9 يوليو، ما قد يعيد الرسوم من مستواها المؤقت الحالي البالغ 10% إلى نطاق يتراوح بين 11% و50%، كما أُعلن سابقًا من قبل الرئيس دونالد ترامب في أبريل الماضي.
توقعات مستقبلية بانخفاض الأسعار
وفي ظل هذا المشهد، رجّح بنك "مورغان ستانلي" أن تنخفض العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 60 دولارًا للبرميل بحلول أوائل العام المقبل، مشيرًا إلى تزايد المعروض في السوق وتراجع التوترات الجيوسياسية، لا سيما بعد خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منتصف يونيو بعد اندلاع اشتباكات عسكرية استمرت 12 يومًا، بدأت إثر استهداف إسرائيلي لمنشآت إيرانية في 13 يونيو، أعقبتها ضربات أميركية على مواقع نووية داخل إيران، ما دفع أسعار برنت لتجاوز 80 دولارًا للبرميل.
لكن السوق سرعان ما هدأت، وتراجعت الأسعار إلى نحو 67 دولارًا بعد إعلان الرئيس ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
ويُتوقع، وفقاً لـ"مورجان ستانلي"، أن يشهد عام 2026 زيادة في الإمدادات النفطية بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا، ما يعزز من حالة الوفرة في السوق ويدفع الأسعار نحو مزيد من التراجع.