• الرئيسية
• طريق الحقيقة

تشهد دول جنوب أوروبا موجة حر استثنائية تعد من بين الأشد منذ بداية العام، ما أسفر عن اندلاع عشرات حرائق الغابات التي تهدد حياة الآلاف وتُلحق أضراراً واسعة بالبنية التحتية والممتلكات، وسط تحذيرات من استمرار موجة الطقس الحار والجاف والرياح العاتية خلال الأيام المقبلة.

اليونان تعلن الطوارئ وتطلب دعماً أوروبياً

في اليونان، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في منطقة أتيكا القريبة من العاصمة أثينا، بعد اندلاع حرائق هائلة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأُجبر أكثر من 5000 شخص على إخلاء منازلهم، في حين تعطلت عمليات الإطفاء الجوية بسبب كثافة الدخان. وأكدت الحكومة أن النيران دمرت عدداً من المنشآت الصناعية والمنازل في الضواحي، بينما لا تزال فرق الإطفاء تكافح أكثر من 50 حريقًا نشطًا بمساعدة آليات وطائرات إطفاء.

ولمواجهة الكارثة، طلبت أثينا دعماً عاجلاً من آلية الإنقاذ الأوروبية RescEU، التي تتيح تقديم المساعدة السريعة للدول الأعضاء في أوقات الطوارئ البيئية والكوارث الطبيعية.

تركيا: خسائر بشرية وعمليات إجلاء جماعية

وفي تركيا، ازداد الوضع سوءًا، حيث لقي 13 شخصًا مصرعهم، معظمهم من رجال الإطفاء والمنقذين، في حرائق اجتاحت مناطق متفرقة، أبرزها محافظة بورصة. وشهدت المحافظة إجلاء أكثر من 3600 شخص من مناطق مهددة بالنيران، بينما تأثرت حياة أكثر من 1700 مواطن بسبب موجة الإجلاءات والدمار الناتج عن الحرائق.

إيطاليا: جزيرة سردينيا تحت الحصار

أما في إيطاليا، فتعيش جزيرة سردينيا واحدة من أسوأ موجات الحرائق في تاريخها الحديث. ووصفت السلطات المحلية الوضع بأنه "الأسوأ منذ سنوات"، بعد أن اضطرت إلى إجلاء 102 شخص عن طريق البحر، من بينهم أطفال. كما أصدرت تحذيرات عاجلة للمواطنين بضرورة توخي الحذر ورفع مستويات التأهب تحسباً لاندلاع مزيد من الحرائق.

إغلاق مواقع تاريخية وقلق من الأسوأ

في ظل هذه الكوارث المناخية المتصاعدة، قررت السلطات اليونانية إغلاق عدد من المواقع الأثرية البارزة مثل معبد البارثينون، حفاظاً على الزوار والعاملين من درجات الحرارة المرتفعة، كما فرضت قيوداً على الأنشطة الخارجية.

ولا تزال المخاوف قائمة من توسع رقعة الحرائق خلال الأيام المقبلة، مع استمرار الظروف الجوية السيئة التي تشمل درجات حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية، وجفاف شديد، ورياح قوية تزيد من صعوبة السيطرة على النيران.