الخميس 14 أغسطس 2025 09:56 صـ 19 صفر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الأسواق العالمية تترقب تمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين وسط تصاعد التوترات الجمركية

الإثنين 11 أغسطس 2025 12:50 مـ 16 صفر 1447 هـ
اخر أخبار الاقتصاد العالمي-الأسواق العالمية
اخر أخبار الاقتصاد العالمي-الأسواق العالمية

اخر أخبار الاقتصاد العالمي.. تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب المشوب بالحذر مع اقتراب الموعد النهائي لتمديد الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي ينتهي غدًا الثلاثاء، وسط مخاوف متزايدة من احتمال فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق يمدد الهدنة الجمركية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

اخر أخبار الاقتصاد العالمي

وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا في مايو الماضي إلى اتفاق هدنة جمركية مؤقتة مدتها 90 يومًا، أتاح للطرفين مساحة لمواصلة المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري شامل ودائم، بحسب تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأمريكية.

وفي أعقاب اجتماع ثنائي عُقد في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال يوليو الماضي، أعربت الصين عن تفاؤلها بشأن تمديد الهدنة لفترة إضافية، مؤكدة أن المباحثات كانت إيجابية، وأن هناك توجهًا نحو تمديد الهدنة لمدة 90 يومًا أخرى. غير أن أي إعلان رسمي بهذا الصدد لم يصدر حتى الآن، ما زاد من حالة الغموض في الأسواق.


أداء الأسواق العالمية

من جانبهم، أحال المفاوضون الأمريكيون ملف تمديد الهدنة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الأخير لم يصدر حتى الآن أي إشارات واضحة بشأن نيته تمديدها، الأمر الذي أثار القلق من احتمالية عودة المواجهة التجارية المفتوحة بين الجانبين، وهو ما قد يُلقي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد العالمي وأسواق المال.

وبحسب تقرير معهد "بيترسون للاقتصاد الدولي"، تخضع البضائع الصينية المتجهة إلى السوق الأمريكية حاليًا لرسوم جمركية تصل إلى 20%، بالإضافة إلى رسوم أساسية بنسبة 10%، مع استمرار سريان رسوم جمركية بنسبة 25% على عدد من السلع التي تم إدراجها خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب. في المقابل، تخضع السلع الأمريكية المصدّرة إلى الصين لرسوم جمركية بمتوسط 32.6%.

وعلى الرغم من عدم صدور قرار رسمي بتمديد الهدنة، يتوقع خبراء اقتصاديون أن يتم عقد لقاء رفيع المستوى خلال الأشهر المقبلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في العاصمة الصينية بكين، بهدف كسر الجمود وإعادة الزخم إلى مسار التفاوض التجاري.

وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن الجمارك الصينية لشهر يوليو أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تراجعت للشهر الرابع على التوالي، بانخفاض نسبته 21.7% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. وكانت الشحنات قد سجلت في مايو الماضي أكبر انخفاض منذ بداية جائحة كورونا، ما يعكس التأثير المتزايد للقيود التجارية على الاقتصاد الصيني.

كما انخفضت الواردات الصينية من السلع الأمريكية بنسبة 10.3% خلال الفترة من يناير إلى يوليو، مما يشير إلى تراجع ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين، في ظل استمرار القيود والتوترات.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الخلافات بين واشنطن وبكين بشأن ضوابط تصدير أشباه الموصلات، في الوقت الذي تسعى فيه شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى مثل "إنفيديا" لاستئناف مبيعات الرقائق الإلكترونية إلى الصين، بعد أن فرضت إدارة ترامب قيودًا على صادرات الرقائق في أبريل الماضي.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الحكومة الصينية كثفت ضغوطها على الإدارة الأمريكية لتخفيف قيود تصدير رقائق الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي، والتي تم حظر تصديرها إلى الصين عام 2024 بقرار من الرئيس السابق جو بايدن.

وأضاف التقرير أن شركتي "إنفيديا" و"إيه إم دي" وافقتا على تقديم نسبة 15% من عائداتهما من مبيعات الرقائق في الصين إلى الحكومة الأمريكية، كشرط لتأمين تراخيص التصدير اللازمة، ما يعكس حجم التعقيد في ملف التجارة التكنولوجية بين البلدين.

ورقة المعادن النادرة في قبضة بكين

وفي خضم هذه التوترات، تواصل الصين استخدام ورقة المعادن الأرضية النادرة كوسيلة ضغط استراتيجية في المواجهة مع واشنطن. ووفقًا لتقرير شبكة "CNBC"، فإن نفوذ الصين في هذا المجال يمنحها القدرة على التأثير في مفاوضات التجارة، لا سيما في ظل اعتماد الصناعات الأمريكية المتقدمة على هذه المعادن الحيوية.

وكانت الصين قد وافقت في يونيو الماضي على تخفيف الحظر المفروض على تصدير المعادن النادرة والمغناطيس إلى الولايات المتحدة، مع تسريع عملية إصدار التراخيص بعد جولات تفاوضية مكثفة، رغم غياب التفاصيل الكاملة حول مدى التزام بكين بتنفيذ هذا التخفيف على أرض الواقع.

وبحسب بيانات شركة "ويند إنفورميشن"، فقد سجلت صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة قفزة بنسبة 60% خلال يونيو الماضي، لتصل إلى 7742 طناً مترياً، وهو أعلى مستوى لها منذ يناير 2012، قبل أن تعاود الانخفاض في يوليو إلى 5994.3 طناً مترياً.