الأربعاء 23 يوليو 2025 07:59 مـ 27 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الأسواق العالمية تواصل الصعود بدعم من اتفاق تجاري بين واشنطن وطوكيو

الأربعاء 23 يوليو 2025 10:28 صـ 27 محرّم 1447 هـ
الأسواق العالمية
الأسواق العالمية

واصلت الأسواق العالمية تسجيل مكاسب قوية، مدفوعة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، في خطوة ساهمت في تهدئة المخاوف من تصعيد النزاع الجمركي قبل حلول الموعد النهائي في 1 أغسطس.

وسجلت الأسهم الآسيوية أكبر ارتفاع لها خلال شهر، مما عزز مكاسب مؤشر "MSCI" العالمي ليتقدم بنحو 11% منذ بداية العام. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.2% في الجلسة الآسيوية، بعد أن أغلق عند مستوى قياسي في جلسة الثلاثاء. أما الأسهم الأوروبية، فسجلت العقود الآجلة لها مكاسب بنسبة 1%.

في اليابان، قفز مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 3.2%، بقيادة شركات السيارات وعلى رأسها "تويوتا" التي ارتفعت بأكثر من 10%، وذلك بالتزامن مع تراجع الين أمام الدولار، بعد تقارير صحفية أشارت إلى أن رئيس الوزراء شينغرو إيشيبا يعتزم الاستقالة قبل نهاية أغسطس.

وتأتي هذه الارتفاعات وسط حالة من التفاؤل بإمكانية توصل مزيد من الدول إلى اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة قبل الأول من أغسطس، ما من شأنه أن يجنب الاقتصادات العالمية تداعيات سلبية على الأرباح والنمو.

وبالرغم من التصعيد الجمركي الأخير، لم تظهر بيانات الاقتصاد الكلي الأميركية إشارات واضحة على أن الرسوم تسببت في تباطؤ اقتصادي خطير، وهو ما عزز شهية المخاطرة في الأسواق.

وعلّق فيليب وول، مدير المحافظ في "رايليانت غلوبال أدفايزرز"، بأن إدارة ترمب تهدف إلى إبرام صفقات تُظهر "فوزًا متبادلًا" لجميع الأطراف، مع تجنّب تكلفة حرب تجارية مفتوحة.

وفي التفاصيل، نص الاتفاق الأمريكي-الياباني على فرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على الواردات اليابانية، إضافة إلى التزام طوكيو بضخ استثمارات بقيمة 550 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي.

ورغم عدم وضوح ما إذا كانت السيارات اليابانية معفية من رسوم أخرى تبلغ 25%، أفادت وسائل إعلام يابانية أن واشنطن قد تخفف الرسوم على قطاع السيارات.

من جانبها، رأت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي "ساكسو ماركتس"، أن الاتفاق الأمريكي الياباني قد يُستخدم كنموذج تفاوضي لبقية دول آسيا، عبر تقديم تنازلات رمزية مقابل احتواء التصعيد دون الخوض في تغييرات هيكلية عميقة.

وفي سياق موازٍ، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق جمركي مع الفلبين حُددت بموجبه التعريفة على صادرات مانيلا عند 19%، بعد سلسلة من التهديدات والتعليق المؤقت للرسوم.

وارتفعت الأسهم الفلبينية بنسبة 0.2% مع بداية تداولات الأربعاء.

ويُراقب المستثمرون هذا الأسبوع أداء كبرى شركات التكنولوجيا، حيث تستعد "تسلا" و"ألفابت" للإعلان عن نتائجهما المالية.

وتتوقع "بلومبرغ إنتليجنس" أن تسجل الشركات السبع الكبرى (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) نموًا مجمعًا في الأرباح بنسبة 14% للربع الثاني، في حين تبقى أرباح باقي الشركات الأميركية مستقرة.

في اليابان، يترقب السوق مزادًا لسندات حكومية لأجل 40 عامًا، يُعد اختبارًا مهمًا بعد خسارة الائتلاف الحاكم للأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ.

وتثير هذه الظروف تساؤلات حول مستقبل السياسة المالية وزيادة محتملة في الإنفاق الحكومي لتهدئة الناخبين.

سياسياً، أفادت صحيفة "ماينيتشي" أن إيشيبا سيعلن استقالته نهاية أغسطس، في حين ذكرت "سانكي" أن القرار النهائي سيتخذ خلال الشهر المقبل.

على صعيد العلاقات الأمريكية الصينية، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إنه سيلتقي بمسؤولين صينيين في ستوكهولم الأسبوع المقبل ضمن محادثات تهدف إلى تمديد الهدنة الجمركية المقررة في 12 أغسطس.

ومن المتوقع أن تمتد النقاشات لتشمل مواضيع إضافية، مثل استمرار بكين في شراء النفط من روسيا وإيران، رغم العقوبات الأميركية.

وفي الشأن النقدي، جدد بيسنت دعمه لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يتعرض لانتقادات من ترمب بسبب تردد البنك المركزي في خفض الفائدة.

وأكد ترامب مجددًا أن الفائدة الأمريكية يجب أن تكون أقل بثلاث نقاط مئوية من مستواها الحالي، بينما اعتبر بيسنت أن هناك مبررات لخفض جديد.

في الأسواق، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، بينما صعدت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.36%. وسجّل النفط أيضًا ارتفاعًا طفيفًا وسط هذه الأجواء الإيجابية.

موضوعات متعلقة