تذبذب الأسهم الآسيوية وسط ترقب أرباح الشركات ومخاوف الرسوم الجمركية

تباين أداء الأسواق الآسيوية اليوم الثلاثاء وسط ترقّب حذر يسبق أسبوعاً حافلاً بإعلانات أرباح الشركات الكبرى، في وقت يتفاعل فيه المستثمرون مع تطورات سياسية وتجارية متسارعة، وعلى رأسها احتمالات فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي اليابان، شهد مؤشر "نيكاي 225" موجة صعود قوية بنسبة 1.1% في بداية الجلسة، قبل أن يقلّص مكاسبه لاحقاً، وسط أنباء سياسية محلية أثارت اهتمام الأسواق.
فقد أكد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا تمسّكه بمنصبه رغم فقدان الائتلاف الحاكم أغلبيته في انتخابات مجلس الشيوخ، وهو ما خفف جزئياً من حالة عدم اليقين السياسي.
في الوقت نفسه، تراجع الين الياباني بشكل طفيف بعد ارتفاعه أمس بنسبة 1%، فيما استقر مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم الآسيوية عقب ارتفاعه بنحو 0.4% في بداية التعاملات.
أما في أسواق السندات، فقد استمر الأداء القوي لأدوات الدين الأميركية، مع تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.37% للجلسة الخامسة توالياً، في حين تراجعت أسعار النفط واستقر مؤشر الدولار.
مزيد من الرهانات رغم المخاطر
ورغم أجواء القلق السياسي والتجاري، يواصل المستثمرون ضخ السيولة في الأصول عالية المخاطر، مستفيدين من موجة الصعود التي أعقبت تراجع الأسواق في أبريل.
ويعوّل كثير من المتعاملين على احتمال تراجع ترمب عن تنفيذ تهديداته الجمركية في اللحظات الأخيرة.
ومن المنتظر أن تشهد الأسواق اختباراً حقيقياً لقوة هذا الزخم خلال الأيام المقبلة، مع بدء الإعلان عن نتائج أرباح شركات كبرى مثل "تسلا" و"ألفابت".
وترى ستيفاني ليونغ، الرئيسة التنفيذية للاستثمار في "ستاش أواي"، أن "الأساسيات الاقتصادية لا تزال قوية جداً"، مستبعدة حدوث ركود اقتصادي وشيك في الولايات المتحدة، وهو ما يعزز الرهان على استمرار السوق الصاعدة.
سياسة وجغرافيا.. الضغوط مستمرة
في المقابل، يترقّب المستثمرون تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن السياسة التجارية، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب قد يعلن عن إجراءات جمركية إضافية قبل الأول من أغسطس، مشيرة إلى إمكانية إبرام المزيد من الاتفاقات التجارية خلال هذه الفترة.
وفي السياق ذاته، يُتوقع أن يسعى الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن لعقد صفقة تجارية مع واشنطن، حيث يلتقي ترمب في البيت الأبيض لاحقاً اليوم، قبل انتهاء المهلة الأميركية.
الأسواق اليابانية تترقّب ما بعد الانتخابات
تركّز الأنظار أيضاً على المشهد السياسي في طوكيو بعد فقدان الائتلاف الحاكم أغلبيته البرلمانية، وهو ما قد يؤثر على استقرار الأسواق.
ورأى هيدييوكي إيشيغورو من "نومورا لإدارة الأصول" أن نتائج الانتخابات قد تخفف من الضغط على الأسهم اليابانية، إذ تراجعت مخاوف الأسواق من سياسات إنفاق مفرط، لكنها في الوقت نفسه تثير حالة من الترقب بشأن مستقبل المشهد السياسي.
وفي أسواق الدين اليابانية، بقيت ردود الفعل محدودة، رغم أن السندات لأجل 10 سنوات شهدت ارتفاعاً طفيفاً في العائدات، وسط انتعاش في الأسواق العالمية.
وول ستريت تترقب أرباح الشركات
في الولايات المتحدة، انطلق موسم الإعلان عن نتائج الربع الثاني بقوة، مدعوماً بإنفاق استهلاكي قوي عزز من متانة أرباح الشركات.
إلا أن مؤشر "إس آند بي 500"، وبعد سلسلة من الارتفاعات القياسية، لا يزال يتداول عند مستوى مرتفع نسبياً يعادل 22 ضعفاً للأرباح المتوقعة خلال الـ12 شهراً المقبلة.
ولم يشهد المؤشر أي تحرك بنسبة 1% صعوداً أو هبوطاً منذ أواخر يونيو، ما يعكس حالة من الهدوء النسبي في السوق.
وترى أولريكه هوفمان-بورشاردتي من "يو بي إس لإدارة الثروات العالمية"، أن الزخم الصعودي لا يزال قائماً، مشيرة إلى أن "فترات التقلب تمثّل فرصاً للدخول التدريجي إلى السوق"، مع الحفاظ على هدف سعري يبلغ 6500 نقطة لمؤشر "إس آند بي 500" بحلول يونيو 2026.
وفي سياق منفصل، علّق وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول، مشيراً إلى الحاجة لإعادة النظر في خطط ترميم المقر الرئيسي للبنك المركزي، ما يعكس استمرار النقاشات حول أولويات السياسات المالية في واشنطن.