الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة.. شراكة استراتيجية ونمو متصاعد
هذا الخبر برعاية 
تمثل الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية ركيزة أساسية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث شهدت هذه الاستثمارات توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة في قطاعات متعددة ومتنوعة، مما يعكس عمق التعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المملكة الأمريكية.
نمو الاستثمارات السعودية في السوق الأمريكية
تشير البيانات الرسمية إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تجاوز عشرات المليارات من الدولارات، مع تركيز استثماري قوي في قطاعات الطاقة، العقارات، التكنولوجيا، الصناعات الثقيلة، والخدمات المالية. وتعد شركة أرامكو السعودية من أبرز اللاعبين في هذا المجال، حيث تستثمر بشكل كبير في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، إلى جانب مشاركاتها في مشاريع ضخمة لتطوير مصادر الطاقة.
تنويع المحفظة الاستثمارية وصندوق الاستثمارات العامة
تسعى المملكة العربية السعودية من خلال صندوق الاستثمارات العامة إلى توسيع نطاق استثماراتها في السوق الأمريكية، مع التركيز على المشاريع التكنولوجية والابتكار والصناعات المستقبلية. يأتي ذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال فتح آفاق جديدة في الأسواق العالمية.
الاستثمارات العقارية وتأثيرها الاقتصادي
تلعب الاستثمارات السعودية في القطاع العقاري الأمريكي دورًا مهمًا، خاصة في المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلوس وميامي. تستثمر المملكة في تطوير المشاريع السكنية والتجارية والفندقية، مما يعزز الاقتصاد الأمريكي ويوفر فرص عمل جديدة، ويؤكد على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
التعاون المالي والقطاع المصرفي
تشمل الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة أيضًا التمويل والبنوك وصناديق الاستثمار، حيث تمثل هذه الاستثمارات مؤشرًا على الثقة المتبادلة وتعزز الروابط بين المؤسسات المالية في كلا البلدين، مما يسهم في استقرار الأسواق وتعزيز النمو الاقتصادي.
القمة السعودية الأمريكية والاتفاقيات الاستثمارية
شهدت العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة تعزيزًا كبيرًا خلال القمة السعودية الأمريكية التي عقدت في الرياض، حيث تعهدت السعودية بضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة. وتركزت الاتفاقيات على قطاعات أمن الطاقة، صناعة الدفاع، التكنولوجيا، والبنية التحتية.
المشاريع التكنولوجية والذكاء الاصطناعي
أبرزت الاتفاقيات استثمار شركة “داتافولت” السعودية بمبلغ 20 مليار دولار في مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة. كما التزمت شركات كبرى مثل جوجل وأوراكل وسيلزفورس وأيه إم دي وأوبر بمشاريع مشتركة بقيمة 80 مليار دولار لتعزيز الابتكار في التقنيات الحديثة.
الصفقات الدفاعية وأهميتها الاستراتيجية
شملت الاتفاقيات أيضًا مبيعات دفاعية أمريكية للسعودية تقدر بنحو 142 مليار دولار، تتضمن معدات وتقنيات متقدمة في مجالات القوات الجوية والأمن البحري وخدمات الاتصالات والمعلومات، مما يعزز القدرات الدفاعية السعودية ويقوي التعاون الأمني بين البلدين.
حجم التجارة الثنائية ومستقبل العلاقات الاقتصادية
بلغ حجم التجارة بين المملكة والولايات المتحدة نحو 129 مليار ريال في عام 2023، حيث استوردت السعودية من أمريكا سلعًا بقيمة 70.6 مليار ريال، مقابل صادرات سعودية إلى الولايات المتحدة بقيمة 58.5 مليار ريال. وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة من حيث الواردات، بنسبة 8.4% من إجمالي واردات السعودية في 2024.