أسعار النفط تواصل الارتفاع بدعم من توترات جيوسياسية وتراجع المخزونات الأمريكية

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025، مواصلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي، وسط استمرار التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية ومخاوف متصاعدة من تعطل الإمدادات العالمية، مع تراجع الآمال في التوصل إلى تسوية وشيكة بين روسيا وأوكرانيا.
أسعار النفط اليوم
ويأتي هذا الارتفاع في وقت تتجه فيه أسعار الخام نحو إنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين، بدعم من مؤشرات على زيادة الطلب، وانخفاض ملحوظ في مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
بحلول الساعة 06:05 صباحًا بتوقيت جرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنسبة 0.16% إلى 67.78 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة تقريبًا (0.17%) لتسجل 63.63 دولارًا للبرميل، وفق بيانات منصة "الطاقة" المتخصصة.
وكان الخامان القياسيان قد أنهيا جلسة الخميس على مكاسب قوية بلغت 1.5%، بدعم من بيانات اقتصادية ومؤشرات إيجابية على الطلب، ويتجه خام برنت لتسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 2.7%، في حين يتجه خام غرب تكساس لتحقيق ارتفاع أسبوعي نسبته 1.1%.
دعم من تراجع المخزونات الأمريكية
تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي أظهرت هبوطًا في مخزونات النفط الخام بمقدار 6 ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، لتصل إلى 420.7 مليون برميل. كما تراجعت مخزونات البنزين بـ2.7 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات المقطرات بمقدار 2.3 مليون برميل.
ويعكس هذا الانخفاض استمرار الطلب القوي خلال موسم السفر الصيفي، إذ سجل استهلاك وقود الطائرات أعلى مستوياته منذ عام 2019 على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية
ساهمت التطورات الجيوسياسية في دعم أسعار النفط، خاصة بعد تقلص فرص وساطة أمريكية فورية لوقف الحرب الممتدة بين روسيا وأوكرانيا، والتي دخلت عامها الرابع دون مؤشرات على تسوية قريبة.
وبحسب محللين في بنك "ING"، فإن غياب التقدم في المحادثات بين موسكو وكييف يزيد من احتمالية فرض عقوبات غربية جديدة على روسيا، وهو ما يعزز من علاوة المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بأسواق الطاقة.
ترقب لخطاب باول في جاكسون هول
في سياق متصل، تتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع جاكسون هول الاقتصادي الذي انطلق أمس الخميس، حيث ينتظر أن يلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خطابًا قد يقدم مؤشرات حول السياسة النقدية للفترة المقبلة.
ويترقب السوق إشارات بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة، ما قد يعزز النشاط الاقتصادي ويرفع مستويات الطلب على النفط عالميًا.