الخميس 28 أغسطس 2025 06:59 صـ 4 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

سوريا تتمزق | اتفاقات أمنية في الخفاء.. توغل إسرائيلي علني.. وانفصال يلوح في الأفق بجنوب سوريا

الإثنين 25 أغسطس 2025 07:08 مـ 1 ربيع أول 1447 هـ
أحمد الشرع
أحمد الشرع

تشهد الساحة السورية، ولا سيما الجنوب، تطورات متسارعة ومتداخلة تعكس حجم التعقيدات السياسية والأمنية في المنطقة، بدءًا من تصريحات عن اتفاقات أمنية مع إسرائيل، مرورًا بأنباء عن توغلات إسرائيلية في ريف دمشق، وصولًا إلى دعوات للانفصال أطلقها أحد أبرز شيوخ الطائفة الدرزية في السويداء.

تصريحات أحمد الشرع عن إسرائيل

أثار الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع جدلاً واسعًا بعدما كشف عن وجود مباحثات بشأن توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، مؤكّدًا أن هذا الاتفاق يتضمن "ترتيبات متعلقة بضبط الحدود وتبادل المعلومات".

وأشار الشرع إلى أن هذه التفاهمات، وإن لم تُعلن رسميًا، فإنها أصبحت واقعًا على الأرض في الجنوب السوري، وهو ما يعكس تغيرًا خطيرًا في طبيعة الصراع وتشابك المصالح بين قوى إقليمية ودولية.

توغل إسرائيلي في ريف دمشق

بالتوازي مع ذلك، تناقلت مصادر محلية وإعلامية أنباء عن توغل محدود لقوات إسرائيلية في ريف دمشق، تخلله عمليات ميدانية ضد مواقع تابعة لميليشيات مرتبطة بإيران. هذا التوغل، الذي يُعتبر تطورًا غير مسبوق، يأتي في إطار ما وصفته تل أبيب بمحاولات "تحييد التهديدات المباشرة" قرب حدودها الشمالية.

كما اعتبر مراقبون أن الخطوة تحمل رسائل سياسية للنظام السوري وحلفائه، وتؤكد أن إسرائيل باتت أكثر انخراطًا في المشهد السوري المباشر، حيث تبعد عن دمشق مسافة 20 كم فقط.

حكمت الهجري يطالب بالانفصال عن سوريا

وفي سياق متصل، صعّد الشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، من لهجته عبر تصريحات دعا فيها إلى إقامة إقليم منفصل جنوب سوريا، محذرًا من "خطر الإبادة" الذي تتعرض له طائفته.

وأشاد الهجري بما وصفه بـ"الدعم الخارجي"، في إشارة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن تشكيل "الحرس الوطني الدرزي" سيشكل ذراعًا عسكريًا لحماية الأرض والعِرض.

وقد أثارت هذه الدعوات ردود فعل واسعة، خاصة مع مشاهد رفع أعلام إسرائيل في مظاهرات شهدتها مدينة السويداء خلال الأيام الماضية.

تتداخل هذه التطورات الثلاثة لتشكل لوحة بالغة التعقيد بين اتفاقات أمنية في الظل، تدخل عسكري إسرائيلي مباشر، وحراك داخلي يدعو إلى الانفصال.

ويرى محللون أن الجنوب السوري قد يتحول إلى بؤرة صراع مفتوحة بين النظام، القوى المحلية، وإسرائيل، بما ينذر بمزيد من الاضطراب في المشهد السوري العام.