• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

تشهد أسعار النفط العالمية تراجعًا متواصلاً لليوم الخامس على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ أغسطس الماضي، وسط مؤشرات متزايدة على وفرة الإمدادات العالمية وتنامي المخاوف بشأن تراجع الطلب مع اقتراب نهاية العام.

فقد هبط خام برنت إلى ما يقارب 66 دولاراً للبرميل، بعد تراجع بلغت نسبته 2.8% على مدى الجلسات الأربع السابقة، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند حدود 62 دولاراً. ويأتي هذا الهبوط في ظل ترقب الأسواق لاحتمال استئناف العراق لصادراته النفطية عبر إقليم كردستان بعد توقف دام نحو عامين نتيجة خلافات مالية، ما قد يعيد تدفق ما يقرب من 230 ألف برميل يوميًا إلى السوق العالمية.

اتفاق عراقي يعيد صادرات كردستان

وأكدت مصادر عراقية مطلعة أن بغداد وأربيل توصلتا إلى اتفاق مع شركات النفط لاستئناف تصدير الخام عبر الأراضي التركية، بعد توقف دام منذ مارس 2023. وتُعد هذه العودة المحتملة عامل ضغط إضافي على أسعار النفط في ظل سوق تعاني بالفعل من مؤشرات فائض.

وبحسب آنه فام، كبيرة المحللين في شركة LSEG، فإن "المخاوف من تخمة المعروض لا تزال مهيمنة على السوق، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي، إضافة إلى عودة خط أنابيب كردستان التي تزيد الضغوط على الأسعار".

الجغرافيا السياسية تعمّق القلق

على الصعيد السياسي، تصاعدت الدعوات لفرض عقوبات أشد على روسيا، حيث طالب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الحلفاء الغربيين بفرض عقوبات ثانوية سريعة لزيادة الضغط على موسكو، تزامنًا مع دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الدول الأوروبية لوقف واردات الطاقة من روسيا. ورغم هذه التصريحات، لم تفرض واشنطن تعريفات جديدة على الصين، التي تُعد أكبر مستورد للخام الروسي، مما يثير تساؤلات حول فعالية الضغوط الغربية.

تحديات العرض والطلب

في المقابل، تشير البيانات إلى احتمال تفاقم فائض المعروض في الأسواق خلال السنوات المقبلة، مع اتساع إنتاج دول تحالف أوبك+، وتزايد الإمدادات من خارج المنظمة، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير، الذي حذر من أن السوق قد تشهد فائضًا مستدامًا حتى عام 2026.

ويواجه الطلب العالمي تحديات متزايدة مع التوسع السريع في صناعة السيارات الكهربائية وتباطؤ الاقتصاد في بعض الأسواق الكبرى.

تباين في المخزونات ومؤشرات إقليمية

في الولايات المتحدة، أظهر استطلاع أجرته رويترز ارتفاعًا في مخزونات الخام الأسبوع الماضي، في حين يُرجح أن تكون مخزونات البنزين ونواتج التقطير قد تراجعت، ما يعكس تباينًا في حركة الطلب على المنتجات النفطية.

إقليميًا، سجّلت صادرات السعودية من النفط الخام في يوليو أدنى مستوى لها خلال أربعة أشهر، وفق بيانات المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (JODI)، في حين رفعت العراق صادراته ضمن التزاماته في إطار اتفاق أوبك+، بحسب شركة سومو، ما يشير إلى التزام الدول الأعضاء بسياسات الإنتاج رغم تقلبات الأسعار.

نظرة مستقبلية حذرة

مع استمرار الضغوط من جهة الإمدادات وتزايد التحديات الجيوسياسية، تترقب الأسواق أي تطورات قد تؤثر في التوازن الهش بين العرض والطلب، وسط توقعات بمرحلة غير مستقرة تمتد حتى نهاية العام وربما إلى ما بعده.