اليوم الوطني.. السعودية تحتفل والإمارات تشارك للمرة الأولى في الفعاليات

تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء، بيومها الوطني الخامس والتسعين، في ذكرى توحيد البلاد عام 1932 على يد الملك عبد العزيز آل سعود.
وللمرة الأولى، تنضم دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً إلى هذه الاحتفالات، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية وتجذرها سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
شعار الاحتفال: "عزنا بطبعنا"
يحمل اليوم الوطني هذا العام شعار "عزنا بطبعنا"، الذي يسلّط الضوء على التراث الثقافي للمملكة وبيئتها الطبيعية. ومن المقرر أن تشهد المدن الرئيسية فعاليات واسعة تشمل عروضاً فلكلورية، حفلات موسيقية، ألعاباً نارية، عروض طائرات بدون طيار، واستعراضات عسكرية، إضافة إلى إضاءة معالم بارزة. كما ستقدم المطاعم والمتاجر خصومات وعروضاً خاصة بهذه المناسبة.
اليوم الوطني الذي أُقر عطلة رسمية عام 2005 بمرسوم ملكي، تطور مع مرور السنوات ليصبح مناسبة وطنية بارزة تجسد الإرث التاريخي للمملكة وتطلعاتها المستقبلية في إطار رؤية 2030.
علاقات استراتيجية راسخة
انضمام الإمارات إلى الاحتفالات يعكس طبيعة العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين، والتي تأسست على جهود تاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبد العزيز، وتطورت في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والملك عبد الله بن عبد العزيز، وتستمر اليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
ويتميز التعاون بين الجانبين بتوافق سياسي وأمني في القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب مبادرات عربية مشتركة، ورؤية موحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وقد تجسد هذا التعاون بإنشاء "مجلس التنسيق السعودي الإماراتي" عام 2016 لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية والحوكمة المشتركة.
نمو متواصل في العلاقات الاقتصادية
اقتصادياً، واصلت العلاقات بين السعودية والإمارات نموها المطرد. فقد بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين 91 مليار درهم (25 مليار دولار) في النصف الأول من 2025، بعد أن تجاوزت 151.5 مليار درهم (41.2 مليار دولار) العام الماضي.
وتعزز هذه العلاقات خطط التنويع الاقتصادي، سواء في السعودية عبر رؤية 2030 أو في الإمارات ضمن استراتيجياتها التنموية.
ويرى خبراء أن السياحة تمثل أحد أبرز مجالات التعاون الواعدة، حيث تشكل المشاريع المشتركة في قطاعي الضيافة والفعاليات رافعة لتعزيز الاستثمارات العابرة للحدود.
مستقبل مشترك
ويرى مراقبون أن مشاركة الإمارات في اليوم الوطني السعودي هذا العام لا تقتصر على الطابع الرمزي، بل تعكس توافقاً استراتيجياً أوسع، يقوم على المصالح الأمنية المشتركة والتكامل الاقتصادي.
ومع توقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع نمو الاقتصاد السعودي إلى 3.6% في 2025، وازدهار قطاعات غير نفطية مثل السياحة والتكنولوجيا، فإن الشراكة السعودية الإماراتية مرشحة لمزيد من التوسع خلال السنوات المقبلة.