36 مليار دولار تضع السعودية في قلب صناعة «الفيديو جيمز» العالمية

تتسارع خطوات السعودية نحو ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للألعاب الإلكترونية، بعد اتفاق صندوق الاستثمارات العامة على صفقة كبرى لتحويل شركة "إلكترونيك آرتس" الأمريكية إلى شركة خاصة، في خطوة تعكس طموحات المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
وبحسب مصادر مطلعة، سيوفر الصندوق رأس المال الأكبر في صفقة تُقدّر بنحو 36 مليار دولار، متفوقاً على شركتي "سيلفر ليك مانجمنت" و"أفينيتي بارتنرز"، اللتين ستشاركان في تمويل شراء حصص المستثمرين العموميين. وسيكون الصندوق بذلك المساهم الرئيس، إلى جانب مساهمته السابقة بحصة تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار.
جزء من استراتيجية وطنية
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تستهدف خلق عشرات الآلاف من فرص العمل وتعزيز مكانة المملكة كقوة مؤثرة في صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية.
ووفقاً لتقديرات شركة "ألدورا"، ضخ الصندوق نحو 30 مليار دولار في القطاع حتى الآن، شملت استثمارات في شركات عالمية مثل "نينتندو" ومطور لعبة "بوكيمون جو"، إضافة إلى إنشاء مدينة متكاملة تضم أربع ساحات ألعاب.
صفقات وتوسع دولي
يملك صندوق الاستثمارات العامة محفظة متنوعة في صناعة الألعاب، عبر "مجموعة ساڤي للألعاب الإلكترونية"، التي استحوذت خلال السنوات الأخيرة على شركات بارزة، أبرزها "سكوبيلي" المطورة للعبة "مونوبولي جو!" مقابل 4.9 مليار دولار.
كما دخلت المجموعة في قطاع الهواتف المحمولة بقوة، بينما لا تزال تسعى لتوسيع حضورها في سوق أجهزة الألعاب وأجهزة الكمبيوتر.
ويرى محللون أن امتلاك حصة كبيرة في "إلكترونيك آرتس"، المطورة لسلاسل ألعاب شهيرة مثل "باتلفيلد" و"مادن" و"إي إيه سبورتس إف سي"، سيمنح السعودية خبرة تقنية إضافية تسهم في دعم طموحاتها الرياضية، خصوصاً مع استثماراتها في الدوري السعودي لكرة القدم والرياضات العالمية.
أكبر صفقة بالديون
الصفقة، التي يمولها بنك "جيه بي مورغان" بقرض ضخم قيمته 20 مليار دولار، تعد أكبر عملية استحواذ مدعومة بالديون في التاريخ.
وكانت السعودية قد بدأت استثماراتها في "إلكترونيك آرتس" عام 2021 بحصة أولية قيمتها 1.1 مليار دولار، قبل أن ترفعها تدريجياً إلى 4.8 مليار دولار بحلول سبتمبر الماضي.
ركيزة للتنويع الاقتصادي
يراهن الصندوق على صناعة الألعاب كأحد المحركات الرئيسة في خطة المملكة للتنويع الاقتصادي، خصوصاً مع تراجع إيرادات النفط وزيادة عجز الموازنة.
وتزامناً مع ذلك، تستثمر السعودية في البنية التحتية للرياضة والترفيه، من خلال مشاريع مثل "القدية"، واستضافة أحداث عالمية بارزة بينها كأس العالم للرياضات الإلكترونية الذي شهد توزيع جوائز قياسية بلغت 70 مليون دولار في الرياض.
ويؤكد محللون أن صفقة "إلكترونيك آرتس" قد تمثل نقلة نوعية، تضع السعودية في قلب صناعة الألعاب العالمية، وتمنحها قوة أكبر في صياغة مستقبل هذا القطاع سريع النمو.