الإثنين 29 سبتمبر 2025 05:21 مـ 6 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

أوروبا تتراجع والخليج يتقدم في سباق جذب الكفاءات التقنية

الإثنين 29 سبتمبر 2025 11:37 صـ 6 ربيع آخر 1447 هـ
مشروع نيوم
مشروع نيوم

تواجه الولايات المتحدة خطر خسارة نخبة الكفاءات العالمية في مجال التكنولوجيا، بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيتها فرض رسوم مرتفعة قد تصل إلى 100 ألف دولار على تأشيرة العمل الشهيرة H-1B.

هذه الخطوة قد تعيد رسم خريطة استقطاب المواهب التقنية، إذ يرى محللون أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، باتت جاهزة للاستفادة من التحولات العالمية، عبر بيئة أعمال جاذبة وحزم حوافز غير مسبوقة.

الخليج يفتح أبوابه للكفاءات

شهدت السنوات الأخيرة سباقاً إقليمياً لبناء منظومة متكاملة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فـ«رؤية السعودية 2030» والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في الإمارات أوجدتا بيئة خصبة للمبدعين، مدعومة بتأشيرات ذهبية طويلة الأمد، وتخفيف القيود التنظيمية، وحوافز سخية للمستثمرين ورواد الأعمال.

ويقول فرانشيسكو فيليا، الرئيس التنفيذي لشركة «فاسانارا كابيتال»، إن السعودية تقدم اليوم واحدة من أعلى حزم التعويضات في العالم لاستقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي من وادي السيليكون، مشيراً إلى أن الجمع بين الرواتب المجزية والضرائب المخففة وفرص المشاركة في مشاريع مبتكرة ضخمة، يجعل المنطقة وجهة منافسة على مستوى عالمي.

الإمارات تكسب أرضية.. وأوروبا تتراجع

مع تزايد القيود في الغرب، يتوقع مراقبون أن تزداد جاذبية الإمارات، بفضل مرونة سوق العمل وسهولة استقدام الكفاءات.

ويقول زاكاري سيفاراتي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «دالما كابيتال»، إن أي تضييق في أسواق كبرى مثل أميركا أو بريطانيا يعزز مكانة الإمارات كخيار أول للمواهب التقنية.

في المقابل، تواجه أوروبا صعوبات في الحفاظ على تنافسيتها نتيجة ضعف التمويل الموجه للتكنولوجيا، وتصاعد الخطاب المناهض للهجرة، وهو ما اعتبره سيمون هوبكنز، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ميلتراست إنترناشونال»، خطأ استراتيجياً، مؤكداً أن السياسات الراهنة تخلط بين الهجرة غير الشرعية واستقدام العقول التي تدعم النمو الاقتصادي.

من محطة مؤقتة إلى وجهة طويلة الأمد

ترى أمينة طاهر، مديرة التسويق في منصة «ويو بنك»، أن الإمارات تجاوزت مرحلة الاعتماد على النفط، لتتحول إلى مركز تجاري ومالي عالمي ينافس لندن ونيويورك.

وأضافت أن الكفاءات باتت تنظر إلى الخليج ليس كمحطة انتقالية، بل كوجهة لبناء مستقبل مهني طويل الأمد في قطاعات التكنولوجيا والتمويل.

مشاريع عملاقة تدعم الطموح

تعزز مشاريع مثل مدينة نيوم في السعودية والمدن الذكية في الإمارات مكانة المنطقة كمركز مستقبلي للتقنيات المتقدمة. كما أطلقت الرياض في أبريل الماضي منصة وطنية للمهارات لتأهيل القوى العاملة لمتطلبات الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

ويرى خبراء أن هذه المبادرات، إلى جانب التحولات في سياسات الهجرة العالمية، قد تضع الخليج في موقع متقدم كأحد أهم المراكز البديلة لاستقطاب العقول التقنية خلال العقد المقبل.

موضوعات متعلقة