الذهب يقترب من 4,000 دولار للأونصة مع تصاعد الأزمات السياسية

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لتقترب من حاجز 4,000 دولار للأونصة، وسط تصاعد حالة عدم اليقين الناتجة عن إغلاق الحكومة الأمريكية والأزمة السياسية المتفاقمة في فرنسا.
وارتفع المعدن النفيس إلى مستوى 3,977.44 دولار للأونصة، بعد صعود قوي بنسبة 1.9% في جلسة الاثنين.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل توقف الأنشطة الفيدرالية بالولايات المتحدة منذ الأسبوع الماضي، ما حرم الأسواق من بيانات اقتصادية أساسية يعتمد عليها المستثمرون لتقييم قوة الاقتصاد، في وقت يواصل فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساعيه لفهم التحولات الاقتصادية الراهنة.
ويتوقع المتعاملون أن يقدم الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال الشهر الجاري، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن لا يدر عائداً.
أزمة سياسية تهز فرنسا واليابان
في أوروبا، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو استقالته عقب فشل محاولاته للتوصل إلى توافق سياسي حول موازنة البلاد، في خطوة أثارت مخاوف جديدة بشأن الاستقرار المالي لأكبر اقتصادات منطقة اليورو.
وفي اليابان، تسببت التوقعات القوية بتولّي ساناي تاكايشي منصب رئيسة الوزراء المقبلة في اضطراب الأسواق المحلية، وسط ترقّب المستثمرين لتوجهاتها الاقتصادية والسياسية.
وقالت نيكي شيلز، رئيسة أبحاث المعادن في شركة "MKS PAMP SA"، إن الاضطرابات السياسية في كلٍّ من فرنسا واليابان عززت الطلب على الذهب، مشيرةً إلى أن "تدفّقات المستثمرين الأفراد في أوروبا واليابان، إلى جانب المؤسسات، كانت المحرك الرئيسي لموجة الصعود الأخيرة".
سياسات ترامب تدعم المكاسب القياسية
وأوضحت شيلز أن السياسات التجارية والجيوسياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت من أبرز العوامل التي دفعت الذهب إلى الارتفاع بنحو 50% منذ بداية العام، إذ لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة في ظل التوترات الاقتصادية المتصاعدة.
كما ساهمت البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المدعومة بالذهب في تعزيز الطلب، في وقت استفاد المعدن الأصفر من خفض أسعار الفائدة وتزايد التوقعات بمزيد من التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة.
توقعات مستقبلية متفائلة
وفي أحدث التقديرات، رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 إلى 4,900 دولار للأونصة، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 4,300 دولار، مستنداً إلى تزايد عمليات الشراء من قبل صناديق المؤشرات والبنوك المركزية.
وبحلول الساعة 10:27 صباحاً بتوقيت سنغافورة، استقرّ الذهب الفوري عند 3,963.95 دولار للأونصة، ليبقى في طريقه نحو تسجيل أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979، بينما استقرت الفضة فوق مستوى 48 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاديوم، في حين ظل البلاتين دون تغيير يُذكر.