• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

قفزت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، مدعومة بتنامي المخاوف من احتمال إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، ما أضاف مزيداً من الغموض حول توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعه المرتقب الشهر المقبل.

وسجل المعدن النفيس يوم الثلاثاء مستوى 3839.52 دولاراً للأونصة، وهو الأعلى على الإطلاق، قبل أن يستقر عند 3837.28 دولاراً صباح الأربعاء في سنغافورة.

وجاء الارتفاع عقب فشل اجتماع بين قادة الكونغرس والرئيس الأميركي دونالد ترمب في التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل قصير الأجل، وهو ما قد يعرقل صدور بيانات اقتصادية أساسية يعتمد عليها المستثمرون في تقييم وضع الاقتصاد.

تغييرات في قيادة أكبر المنتجين

على صعيد قطاع التعدين، أعلنت شركتا "نيو مومينت" و"باريك ماينينغ" – أكبر منتجي الذهب عالمياً – تغييرات مفاجئة في إدارتهما العليا. فرحيل توم بالمر من "نيو مومينت" كان متوقعاً بنهاية العام، بينما أثارت استقالة مارك بريستو من "باريك" تساؤلات في الأسواق.

صعود قوي مدعوم بالطلب المؤسسي

حقق الذهب ارتفاعاً بأكثر من 45% منذ بداية العام الجاري، مدفوعاً بمشتريات البنوك المركزية واستمرار الفيدرالي الأميركي في دورة خفض أسعار الفائدة.

كما زادت حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2022. ويتوقع محللون في "غولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" استمرار هذا الاتجاه الصاعد خلال الفترات المقبلة.

في المقابل، دعمت مخاوف الإغلاق الحكومي إقبال المستثمرين على السندات الأميركية، وهو ما خفض عوائدها وأعطى المعادن الثمينة دفعة إضافية، خاصة مع بقاء الدولار تحت ضغط.

أداء المعادن الأخرى

الفضة والبلاتين واصلا مكاسبهما القوية منذ بداية العام، حيث ارتفعت أسعار الفضة 62% لتلامس أعلى مستوياتها في 14 عاماً عند 46.94 دولاراً للأونصة، بينما صعد البلاتين 76% ليستقر عند 1604.27 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ 2013. أما البلاديوم فلم يشهد تغيراً يذكر.

ويرى محللون أن ارتفاع معدلات الإقراض القصيرة الأجل لهذه المعادن فوق مستوياتها الطبيعية يشير إلى ضغوط على المخزونات في مراكز التداول الرئيسية، لا سيما لندن، في وقت يواصل فيه المستثمرون ضخ أموالهم في صناديق المؤشرات المدعومة بالمعادن النفيسة.

وقالت نيكي شيلز، رئيسة استراتيجية المعادن في شركة "إم كي إس بامب" السويسرية، إن الذهب يستجيب حالياً لمزيج من ضعف متوقع في نمو الوظائف الأمريكية واحتمالات إغلاق حكومي، وهو ما يجعله في مسار صعودي استثنائي مقارنة بفترات سابقة من الأزمات السياسية في واشنطن.