الجمعة 17 أكتوبر 2025 02:02 صـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الحصان العربي المصري… من قلب الحضارة إلى العالمية

الخميس 16 أكتوبر 2025 07:20 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ فجر التاريخ، كانت مصر أرضًا للفروسية والجمال، موطنًا للخيول العربية الأصيلة التي حملت عبق الصحراء وكرامة العربي. لم يكن الحصان في مصر مجرد وسيلة تنقل، بل رمزًا للهيبة والعزّة، ومرآةً لروح الأمة. واليوم، وبعد عقود من العمل المتواصل، أثبتت مصر أنها لا تزال منارة للأصالة العربية ومركزًا عالميًا للخيول ذات السلالات النادرة.

محطة الزهراء… عنوان المجد والهوية

في القاهرة، وتحديدًا بعين شمس، تقف محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة كصرحٍ تاريخيٍّ يُجسّد عراقة الفروسية المصرية. تأسست في عهد الملك فؤاد الأول، لتكون من أهم المراكز العالمية لحفظ السلالات العربية وتوثيق أنسابها، حتى أصبحت قاعدة البيانات المرجعية التي تعتمدها المنظمات الدولية في تحديد نسب الخيول الأصيلة. واليوم، تشهد المحطة تطويرًا شاملًا برعاية الدولة المصرية، من خلال التحول الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتوسيع برامج التصدير والتدريب، لتواكب المعايير العالمية في التربية والرعاية البيطرية.

الدكتور حاتم ستين… وجه علمي وطني مشرّف

يُعتبر الدكتور حاتم أحمد ستين أحد أبرز الأسماء المصرية في عالم الخيول العربية. فهو طبيب بيطري متخصص أسس مركز Dr. Hatem Settin Horse Center، وساهم في تدريب أجيال جديدة من الأطباء والمربين عبر رؤيته المتقدمة. كما قدّم من خلال برنامجه “60 شو” محتوى تثقيفيًا عن الخيل العربي المصري، مما جعله من أهم الأصوات الوطنية في هذا القطاع الحيوي.

الانتشار العالمي للخيول المصرية

اليوم، تتواجد السلالات المصرية في أكثر من 60 دولة حول العالم، وتُعد من الأكثر طلبًا في مزادات ومزارع أوروبا والخليج وأمريكا اللاتينية. تُعرف هذه السلالات برشاقتها، وجمال ملامحها، وصفاء نسبها، وهدوئها المتوازن، مما يجعلها المفضلة لدى المربين والفرسان العالميين. وقد شاركت خيول مصرية مؤخرًا في بطولات كبرى مثل بطولة باريس الدولية للجمال العربي ومهرجان دبي للجواد العربي، لتحمل معها اسم مصر بفخر.

مقترحات لتطوير قطاع الخيول العربية في مصر

من منطلق الدور الريادي لمصر في الحفاظ على هذا التراث، تبرز مجموعة من المقترحات لتطوير القطاع وجعله مصدرًا اقتصاديًا وسياحيًا عالميًا:


التحول الرقمي والتوثيق الدولي:

إطلاق منصة رقمية وطنية لتسجيل الخيول المصرية وربطها بالمنظمات العالمية.
. تطوير البنية التحتية والمزارع: إنشاء مراكز تدريب وإسطبلات نموذجية في المحافظات الصحراوية.
. التعليم والتدريب المستمر: إنشاء أكاديمية وطنية للفروسية والطب البيطري.
. دعم المربين والمزارع الخاصة: تقديم حوافز وقروض ميسّرة للمربين.
. تعزيز السياحة والفروسية: تنظيم مهرجانات سنوية دولية للخيول العربية في مصر.
ز. الترويج الإعلامي الدولي: إطلاق حملة عالمية بعنوان 'Egypt… The Heart of Arabian Horses'.

خاتمة: من النيل إلى العالم… الأصالة تتكلم مصري

يبقى الحصان العربي المصري رمزًا لوطنٍ يعرف كيف يصنع الجمال، ويحفظ تراثه، ويقود المستقبل بثقة. وفي كل خطوة من خطواته النبيلة، يحمل هذا الحصان رسالة أن الأصالة لا تندثر، وأن مصر ستبقى دائمًا قلب العروبة النابض، ومنبع الفروسية العربية للعالم.

إعداد وتحليل: رانيا خالد عابد، خبيرة في مجال تأجير الطائرات الخاصة وإدارة العقود، وكاتبة عربية تجمع بين الفكر الإداري والخيال الأدبي. تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في شركات الطيران الخاص بالشرق الأوسط وأوروبا، وتُعرف بقدرتها على تصميم تجارب سفر فاخرة لرجال الأعمال والشركات. إلى جانب مسيرتها المهنية، تُعد رانيا روائية عربية لها أعمال درامية مثل «فندق الأحلام» و«ألوان وسط الوجع».