تراجع أسعار البيتكوين والعملات المشفّرة رغم ارتفاع الذهب عالميًا إلى 4 آلاف دولار للأونصة
تشهد أسواق العملات الرقمية تذبذبًا واضحًا في تداولات اليوم السبت، 3 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 25 أكتوبر 2025، وسط حالة من الترقب والحذر تسود أوساط المستثمرين، في ظل تقلبات اقتصادية وجيوسياسية تلقي بظلالها على مختلف الأسواق المالية.
فقد سجّل سعر عملة "بيتكوين" تراجعًا ملحوظًا ليصل إلى 110,888.9 دولارًا، وفق بيانات موقع Investing، لتقود بذلك موجة هبوط واسعة في سوق العملات المشفرة. كما انخفضت عملة الإيثريوم (Ethereum) إلى 3,927.04 دولارًا، فيما تراجع الريبل (XRP) إلى 2.5061 دولارًا، بينما استقرّت عملة "تيثر" (Tether) عند 1.0003 دولارًا، وسجّلت عملة "بينانس كوين" (BNB) نحو 1,107.31 دولارًا.
ويأتي هذا التراجع في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات مالية متزايدة، مع ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 4 آلاف دولار للأونصة، ما يعكس توجّه المستثمرين نحو الأصول الآمنة بعيدًا عن المخاطر المرتبطة بالعملات المشفّرة.
ورغم هذه التقلبات، فإن القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة لا تزال عند مستويات مرتفعة نسبيًا، ما يدل على استمرار نمو القطاع الرقمي واتساع قاعدة المستثمرين فيه، سواء من الأفراد أو المؤسسات. كما يشير خبراء إلى أن الاهتمام المؤسسي بالأصول المشفرة يتزايد، إذ تجاوزت تدفقات الاستثمارات المؤسسية في منتجات العملات الرقمية إجمالي تدفقات عام 2024 بأكمله، مع دخول صناديق ثروة سيادية على خط الاستثمار في صناديق "البيتكوين" بشكل متزايد.
ويؤكد المحللون أن سوق العملات المشفّرة أصبح أكثر حساسية لمؤشر "الخوف والطمع" (Fear & Greed Index)، الذي يعكس معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة. ففي فترات "الخوف"، تزداد عمليات البيع لتجنب الخسائر، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار، بينما تؤدي موجات "الطمع" أو التفاؤل المفرط إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار.
وتجدر الإشارة إلى أن العملات المشفّرة (Cryptocurrencies) تمثل أصولًا رقمية أو افتراضية تُستخدم كوسيط للتبادل، وتستند إلى تقنية البلوك تشين (Blockchain)، وهي قاعدة بيانات عامة موزعة تتيح تسجيل المعاملات بشكل آمن وغير قابل للتعديل، من دون الحاجة إلى جهة مركزية مثل البنوك أو الحكومات.
ويشير الخبراء إلى أن التحولات الراهنة في الأسواق العالمية، ولا سيما تراجع العملات الورقية وارتفاع أسعار الذهب، قد تدفع بعض المستثمرين للعودة تدريجيًا إلى الأصول الرقمية كخيار بديل طويل الأمد، في ظل ما توفّره من مرونة وسرعة في التعاملات العابرة للحدود.
وبينما تبقى البيتكوين أكبر العملات المشفّرة من حيث القيمة السوقية والتأثير، يرى مراقبون أن السوق مقبلة على مرحلة إعادة تقييم واسعة خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع استمرار النقاشات حول تنظيم الأصول الرقمية، وتزايد التوجّه العالمي نحو العملات الرقمية الحكومية (CBDCs)، التي قد تعيد رسم خريطة النظام المالي العالمي.
وبهذا، تظل العملات المشفرة ساحةً نشطة للتقلبات والمخاطر من جهة، وفرصًا استثمارية واعدة من جهة أخرى، في وقت يواصل فيه العالم مراقبة التحولات الاقتصادية والتكنولوجية التي قد تحدد مستقبل النظام المالي العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة.












