السبت 15 نوفمبر 2025 07:14 مـ 24 جمادى أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

خيام مهترئة.. أطفال غزة يرتجفون من البرد والأمطار تهدد آلاف العائلات النازحة

السبت 15 نوفمبر 2025 01:23 مـ 24 جمادى أول 1447 هـ
الأمطار في غزة
الأمطار في غزة

ضرب أول منخفض جوي ماطر الأراضي الفلسطينية، ليكشف حجم المعاناة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة، خصوصًا في مواصي خان يونس غرب المحافظة جنوب القطاع، حيث غرقت خيامهم المهترئة.

البرد القارس في غزة

وأصبحت الأسر عاجزة عن التصدي للبرد القارس والمياه المتدفقة ومع غروب الشمس، اضطر سكان المخيم إلى قضاء الليل في ما يشبه العراء، بعد أن ابتلت خيامهم وأغطيتهم وملابسهم ومقتنياتهم كافة، في مشهد يجسد معاناتهم المستمرة منذ أكثر من عامين منذ اندلاع الحرب وأجبرتهم على ترك منازلهم.

وقالت النازحة سالي أبو خاطر من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن الأمطار جرفت الرمال وأغرقت خيمتهم، مما أجبرها على الانتقال مع أطفالها إلى خيمة شقيقها الأكثر صلابة.

وفي مكان قريب، غمرت المياه عشرات الخيام الأخرى بسبب قربها من بعضها وافتقارها لمنافذ لتصريف المياه.

كما نقلت "أم محمد" من رفح عن معاناتها مع حفيدها الذي ارتجف من شدة البرد، مؤكدة أنهم اضطروا للجوء إلى خيام الجيران بسبب قدم خيامهم التي مر عليها عامان وأصبحت غير صالحة.

وأشارت إلى أن سعر الخيام الجديدة في الأسواق يفوق قدرة النازحين على الشراء، مما يزيد من مأساة الأسر التي لم تتلق أي دعم منذ بداية الشتاء. وناشدت الجمعيات والمؤسسات الدولية توفير خيام وكرفانات عاجلة لتخفيف المعاناة.

معاناة أطفال غزة

وفي السياق نفسه، قال النازح صلاح زنون إن طفليه أصيبا بنزلة معوية حادة نتيجة البرد الشديد في خيمتهم المهترئة، مشيرًا إلى أنه لم يستلم أي خيمة منذ بداية الحرب ويعيش على المساعدات المحدودة من الجمعيات الخيرية.

وأكد النازح محمد النجار، مندوب "مخيم فلسطين"، أن أكثر من 100 خيمة غمرتها المياه، بينما نصف خيام المخيم البالغ نحو 600 خيمة بحاجة للاستبدال بسبب تمزقها وانتهاء عمرها الافتراضي.

وأضاف أن المخيم خاطب مؤسسات عديدة قبل أكثر من شهر لتوفير خيام جديدة، لكن الأمور وصلت الآن إلى أزمة إنسانية حادة.

من جهتها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الأمطار تزيد صعوبة الوضع، داعية إلى السماح بإدخال إمدادات المأوى المتوفرة لديها، محذرة من تداعيات كارثية للمنخفض الجوي على النازحين.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن آلاف العائلات أصبحت معرضة تمامًا لظروف الطقس القاسية، مما يزيد المخاوف الصحية والإنسانية.

كما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن فرق الاستجابة السريعة تعمل منذ أسابيع للتخفيف من تأثير الأمطار، وقد وزعت مؤخرًا نحو 1,000 خيمة، و7,000 بطانية، و15,000 قطعة قماش مشمع، وملابس شتوية لأكثر من 500 أسرة. وأشار المكتب إلى إحراز تقدم في إصلاح محطات ضخ مياه الصرف الصحي، ما يقلل من مخاطر الفيضانات والأمراض المنقولة بالمياه، لكنه أكد أن الوقاية الكاملة من الفيضانات تتطلب معدات غير متوفرة حاليًا في غزة.

وأشار أوتشا إلى أن سلطات الاحتلال رفضت منذ وقف إطلاق النار إدخال نحو 4,000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك خيام وأدوات مطبخ وفراش، ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.