رقم قياسي للفن السعودي: ”جدارية الدرعية” لإبراهيم المحارب تتحول إلى أضخم عمل نحتي حجري
احتفاء بالإرث.. صرح فني جديد في الدرعية
سجّلت الساحة الفنية السعودية إنجازاً ضخماً يضاف إلى سجلها الثقافي، مع الكشف عن "جدارية الدرعية" للفنان والخطاط التشكيلي البارز إبراهيم المحارب.
هذا العمل ليس مجرد لوحة، بل هو صرح نحتي مهيب، يُعتبر بحق الأضخم من نوعه في شبه الجزيرة العربية، ويقف شاهداً على شغف الفنان بالحفاظ على الهوية الوطنية عبر أدوات الفن المعاصر.
الجدارية، التي باتت نقطة جذب رئيسية في الدرعية، تمثل تحولاً مبهراً لأحجار الوادي إلى صفحات من التاريخ، حيث تتحدث الأحجار وتتكلم الزخارف بأصالة.
أبعاد قياسية ومواصفات استثنائية:
تُبرز مواصفات "جدارية الدرعية"
حجم التحدي والاحترافية التي نفذ بها المحارب عمله:
* الأضخم في المنطقة: الأبعاد تصل إلى 6 أمتار ارتفاعاً في 20 متراً عرضاً، بسماكة 20 سم، ليصبح عملاً جدارياً هائلاً يهيمن على المكان.
* خالدة كالجبال: تم نحت الجدارية بالكامل على الحجر الطبيعي 100%، وتم تجنب أي مواد صب صناعي أو إسمنت، مما يضمن خلودها ومقاومتها للزمن.
* حرفية فائقة: نُحتت بالكامل يدوياً، وباستخدام أدوات تقليدية، في تأكيد على قيمة الحرفة الأصيلة.
* تقنية العمق المُذهلة: اعتمد المحارب على 13 مستوى مختلفاً من العمق والإزاحة في النحت، لخلق تكوين بصري متدرج يمنح العمل أبعاداً شبه ثلاثية ويُحيي المشهد التاريخي.
الحوار الثلاثي: تكامل عناصر الهوية
تمثل الجدارية حالة فريدة من التكامل بين ثلاثة عناصر أساسية في الهوية البصرية النجدية:
* العمارة الشامخة: نُحتت مباني الدرعية التاريخية بتفاصيلها المتقنة، كالأبراج والمداخل والنوافذ الطينية، حيث تم إبراز كل مبنى بدرجة عمق مختلفة ليعكس حيوية الماضي.
* الزخارف التراثية: تمتد النقوش والزخارف النجدية الهندسية، كالنجمات الثمانية والأشكال المثلثة، على سطح الحجر، لتصبح بمثابة "وشم" يحمل رموز الحرفة والهوية.
* الحروف الحاضنة: ينتشر الخط العربي الأصيل ليُحيط بالمباني ويحتضنها، في دمج فني يجعل اللغة الحارس الروحي والكيان المعماري الذي يحفظ التاريخ.
رسالة المحارب.. ذاكرة منحوتة للأجيال
الوقوف أمام هذه التحفة يشعر الزائر بأنه يعبر بوابة نحو ماضي الدرعية المجيد. هذا الإنجاز الذي قيل عنه إنه "نحت في الصخر بالأظافر" هو شهادة على الإيمان العميق للفنان بأن التراث لا يُحفظ إلا حين يُنحت بعرق اليد وروح الفنان.
إن "جدارية الدرعية" ليست مجرد معلم فني، بل هي وثيقة حجرية خالدة وإرث للأجيال، تلخص رسالة إبراهيم المحارب بقوله: "هذا وطني... وهكذا نحافظ عليه".









