• الرئيسية
• حياة ومجتمع

إبراهيم المحارب، مصمم يمتلك خبرة تقارب الثلاثين عامًا، استطاع أن يحوّل احتكاكه المباشر بالمواد والقوالب والأسطح إلى لغة فنية متميزة تجمع بين العقل الهندسي واليد الحرفية. خبرته العملية المكثفة تجعل أعماله دائمًا ملموسة، قابلة للمشاهدة والتأمل من كل الزوايا، حيث يمتزج الفكر التصميمي بالدقة الحرفية في كل تفصيلة.

في مجال تصميم القوالب، طور المحارب أسلوبًا فريدًا في التعامل مع الكتلة والفراغ، معتبرًا القالب أكثر من مجرد وعاء للصبة، بل أداة لضبط الشخصية النهائية للعمل. يدرس سماكات الجدران، الحواف، نقاط القوة والضعف، ويتصور شكل القطعة بعد فك القالب، متعاملًا مع الجبس والريزين والخشب والمعادن بروح حرفي خبير يحافظ على التوازن البنيوي والجمالي في الوقت ذاته.

أما في الديكور واللوحات المودرن، فيحوّل المحارب المساحات العادية إلى عناصر بصرية نابضة بالحياة من خلال تكوينات مدروسة للخطوط والكتل والفراغات، مبتعدًا عن الزخرفة التقليدية، مع خلق إيقاع بصري متقن يوجه العين بسلاسة داخل العمل.

وفي مجال الحروفيات، يتعامل المحارب مع الحرف ككتلة حية، يمدّه ويضغطه ويعيد تركيبه داخل تكوينات هندسية أو حرة، ليصبح جزءًا من البناء البصري وليس مجرد عنصر زخرفي. الحروف تلعب دورًا أساسيًا في رسم مسار الحركة داخل اللوحة، وتخلق تفاعلًا بصريًا بين الحبر والفراغ المحيط بها.

تميز أعمال المحارب يظهر أيضًا في قدرته على إدارة الفراغ، حيث يترك مساحة صامتة لتبرز مناطق أخرى ناطقة، ما يمنح الأعمال إحساسًا بالاتزان والراحة البصرية حتى في التكوينات الجريئة. كما يتميز في استخدام الألوان، موازنًا بين الجرأة والحذر، ويستفيد من العلاقة بين الضوء والظل والدرجات اللونية الباردة والدافئة لتوجيه المزاج العام للعمل الفني أو الديكوري.

ويبدأ المحارب كل فكرة بالاسكتش، كمرحلة اختبارية للأفكار، حيث يخطط ويجرب ويعيد ترتيب الكتل والمسارات حتى يصل إلى التكوين الأمثل، ثم ينتقل إلى القياسات والنسب والنماذج النهائية. هذه المنهجية الدقيقة تضمن أن كل عمل فني أو ديكوري يقدمه متماسكًا ومدروسًا، وليست مجرد نتيجة للصدفة، بل ثمرة عملية تصميم متكاملة تبدأ من ورقة اسكتش صغيرة وتنتهي بعمل مكتمل الأركان.