الأحد 7 ديسمبر 2025 11:15 صـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

البحر يشتعل.. وتكاليف الشحن تطلق شرارة موجة غلاء عالمية

الخميس 4 ديسمبر 2025 12:13 مـ 13 جمادى آخر 1447 هـ
الشحن البحري
الشحن البحري

تشهد أسواق الشحن العالمية موجة ارتفاع حادة في التكاليف مع اقتراب نهاية العام، على خلاف النمط الموسمي المعتاد، في ظل تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية، وتشديد العقوبات، وزيادة الإنتاج في بعض المناطق، ما أدى إلى تمدد مسارات النقل وارتفاع فترات الإبحار، خاصة في شحنات الطاقة.

قفزة استثنائية في أرباح ناقلات النفط

سجلت الأرباح اليومية لنقل النفط الخام على المسارات الرئيسية أكبر صعود لها هذا العام بنسبة 467%، مدفوعة بزيادة إنتاج الشرق الأوسط، إلى جانب تنامي الطلب الآسيوي على الشحنات في أعقاب العقوبات الأميركية المفروضة على شركتين روسيتين كبيرتين في قطاع الطاقة.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت يُفترض فيه أن تتراجع تكاليف الشحن موسمياً مع نهاية السنة.

شحن الغاز الطبيعي عند أعلى مستوى في عامين

بالتوازي مع ذلك، بلغت تكلفة شحن الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا أعلى مستوياتها خلال عامين، مع استحواذ مشروعات تصدير جديدة في أميركا الشمالية على عدد متزايد من السفن، ما قلّص المعروض المتاح في السوق.

السفن تمكث فترات أطول في البحر

أدى امتداد مسارات الشحن إلى زيادة زمن بقاء السفن في البحر، وهو ما يشدد الضغوط على الطاقة التشغيلية للأساطيل ويدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.
وأكد مسؤولون تنفيذيون في قطاع الشحن أن شح المعروض من السفن مرشح للاستمرار حتى مطلع العام المقبل على الأقل.

السلع السائبة تسجل أعلى مستوى في 20 شهراً

قفز مؤشر قياسي لسفن نقل السلع السائبة، بما يشمل الحبوب وخام الحديد، إلى أعلى مستوى له في 20 شهراً بنهاية نوفمبر، مدعوماً بتوقعات تشغيل مشروع ضخم لتصدير خام الحديد في غينيا، إضافة إلى تأخيرات جوية قبالة السواحل الصينية أسهمت في تقليص المعروض.

هجمات البحر الأحمر تغيّر خريطة الشحن

دفعت الهجمات التي تعرضت لها السفن التجارية في البحر الأحمر عدداً كبيراً من ناقلات النفط والغاز إلى الالتفاف حول القارة الأفريقية بدلاً من المرور عبر الممرات التقليدية، ما تسبب في ارتفاع ما يُعرف بـ“أميال الحمولة”، وهو مؤشر يعكس زيادة المسافة التي تقطعها الشحنات.

ورغم تراجع الأسعار قليلاً عن ذروتها بنهاية نوفمبر، فإن تكاليف الشحن لا تزال مرتفعة وتؤثر بوضوح في قرارات المشترين والناقلين.

مصافي الهند تلجأ إلى ناقلتين بدلاً من واحدة

في الأسابيع الأخيرة، اتجه مشغلو الناقلات العملاقة إلى اختيار الرحلات الأطول لتعظيم الأرباح، وهو ما دفع بعض مصافي التكرير في الهند إلى استخدام ناقلتين متوسطتي الحجم بدل ناقلة واحدة عملاقة لضمان وصول شحنات الخام من الشرق الأوسط في مواعيدها.

طفرة أرباح يقابلها حذر استثماري

ورغم الطفرة الكبيرة في أرباح شركات الشحن بعد سنوات من الأداء الضعيف، فإن كثيراً من الشركات تتحفظ على توسيع الاستثمارات أو تحديث الأساطيل، في ظل ارتفاع أسعار السفن الجديدة، وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل حركة التجارة واحتمالات عودة الملاحة الطبيعية عبر البحر الأحمر.