السبت 13 ديسمبر 2025 06:50 مـ 22 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

“جوع النحاس”.. كيف يقود الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر ارتفاع أسعار المعدن الأحمر؟

السبت 13 ديسمبر 2025 12:43 مـ 22 جمادى آخر 1447 هـ
النحاس
النحاس

في ظل السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر، يكتشف العالم أن النحاس أصبح المعدن الأكثر طلبًا في الثورة التكنولوجية الجديدة، متجاوزًا الذهب والليثيوم، كما وصفت صحيفة فايننشال تايمز الظاهرة بـ"عصر جوع النحاس".

ويُعتبر النحاس معدنًا أساسيًا في نقل الكهرباء وتشغيل البنية التحتية الرقمية، حيث تلتهب مراكز البيانات العملاقة والشبكات الكهربائية الخضراء التي تغذي الذكاء الاصطناعي كميات ضخمة من المعدن الأحمر، ما دفع أسعار النحاس إلى تجاوز 11 ألف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، بعد أن كانت نحو 8500 دولار قبل عامين، محققة مكاسب تزيد على 30% خلال العام الحالي.

الذكاء الاصطناعي يضاعف الطلب على النحاس

تشير التقديرات إلى أن مراكز البيانات الحديثة والشبكات الكهربائية المتجددة تحتاج ما بين 27 و33 طنًا من النحاس لكل ميغاواط من الطاقة، أي أكثر من ضعف ما تحتاجه البنية التقليدية. ومع توسع الذكاء الاصطناعي، يمتد الطلب ليشمل محطات الطاقة المتجددة، وأنظمة التبريد، والبنية التحتية الرقمية الضخمة.

وقالت شركة BHP، إحدى أكبر شركات التعدين في العالم، إن استهلاك النحاس في مراكز البيانات قد يقفز ستة أضعاف بحلول عام 2050، ما يزيد الضغوط على الأسواق العالمية.

سباق التسلح يزيد الأزمة

إضافة إلى الطلب الصناعي والتكنولوجي، يستهلك السباق العسكري العالمي كميات ضخمة من النحاس، خاصة في الصناعات الدفاعية المتقدمة، ما يضيف طبقة غير معلنة من الضغط على السوق ويزيد هشاشته.

العجز يصبح واقعًا

تحذر وكالة الطاقة الدولية من أن المناجم الحالية والمخطط لها لن تلبي سوى 70% من الطلب العالمي على النحاس بحلول 2035. ويواجه السوق حاليًا نقصًا متوقعًا يزيد عن 300 ألف طن هذا العام، مع توقع تضاعف العجز في 2026 إلى نحو 450 ألف طن، ما يجعل الأسعار بحاجة إلى تجاوز متوسط 12 ألف دولار للطن لجذب الاستثمارات وتوسيع القدرات الإنتاجية.

ويعتمد العالم اليوم على نحو 20 منجمًا ضخمًا تنتج ثلث النحاس العالمي، أي اضطراب بسيط في هذه المناجم، مثل الحوادث الأخيرة في تشيلي، كفيل بهز السوق بأكمله، مما يبرز هشاشة الإمدادات العالمية.

موضوعات متعلقة