مؤسس «رادار نيوزليتر» في حوار خاص لـ «بوابة بالعربي»: النشرة البريدية خدمة إخبارية منظمة.. والعمق السردي يُميزها عن كتابة المواقع
في ظل السباق الرقمي والتطور التكنولوچي المزهل، وكثرة المعلومات، أصبح الوصول للمحتوى الموثوق والمنظم تحديًا كبيراً، ومن هنا تبرز النشرات البريدية (النيوزليتر) كواحدة من أكثر الأدوات فعالية في المشهد الإعلامي الرقمي لتقديم محتوى متخصص، ولمعرفة ماهية هذه الخدمة الإخبارية، ومعرفة أسباب ظهورها و نجاحها، التقت «بوابة بالعربي» بالأستاذ أحمد عاطف، الكاتب الصحفي والمؤسس لنشرة «رادار نيوزليتر» المتخصصة في دعم الصحفيين. يكشف لنا في هذا الحوار عن الفروق الجوهرية بين الكتابة للنيوزليتر والمواقع الإلكترونية، وأهم المعايير لاختيار محتواها، وكيف أصبحت هذه الأداة جسراً أساسياً لتقديم المعرفة المتخصصة والمستدامة للجمهور.
إليكم تفاصيل الحوار...
س1: في البداية.. ما هي النشرة البريدية (النيوزليتر)، ومتى ظهرت، وما سبب اتجاه المؤسسات والمواقع إليها؟
ج: هي خدمة إخبارية تصل عبر البريد الإلكتروني، مثل المحتوى الذي يرسل عبر واتساب أو فيسبوك أو الموقع الإلكتروني نفسه، ولكنها أكثر نظامًا ودقة في التوقيت والمواعيد المحددة، مما يوفر الوقت والجهد على متلقيها، بمعنى أنها خدمة إخبارية تصل في وقت محدد ويتم اختيار موضوعاتها بعناية شديدة، سواء كانت متخصصة أو عامة.
لقد ظهرت منذ زمن بعيد في العديد من المؤسسات، وبدأت كـ نشرة بريدية غير منفصلة، حيث كانت المؤسسات الصحفية هي التي أنشأتها لإرسال خدماتها الإخبارية للمشتركين، خاصة في مجال البيزنس والاقتصاد، يمكن القول إن هذا هو أحد أسس ظهورها.
س2: ما هي المعايير التي يتم بناءً عليها اختيار محتوى النيوزليتر، وهل يتغير هذا المحتوى حسب هدف النشرة؟
ج: معايير اختيار المحتوى مهمة جداً لأنها تستهدف جمهورًا معينًا، فلكل نشرة تخصصها أو فئتها، مثل نشرة اقتصادية متخصصة، أو رياضية، أو نشرة أخبار عامة، أو نشرة للتحقق من المعلومات موجهة لفئة معينة، ويتم الاختيار بناءً على اهتمام الجمهور، أي أن مايدفع الجمهورلتسيجل بريده الإلكتروني لتلقي النشرة قد يريد القارئ أن يقرأ في الاقتصاد، أوالسياسة، أو الحوادث فقط.
وهذا الاختيار يتغير حسب ذوق واهتمام الجمهور، فإذا كان لديك موقع إلكتروني، يمكنك تفعيل التفضيلات ليختار القارئ ما يريده، أما إذا كانت النشرة منفصلة، فتكون مخصصة بشكل معين، والجمهور الذي يتابعها يعلم تخصصها مسبقاً (كأن ترسل تحقيقات شهرية، أو أدوات للذكاء الاصطناعي، أو محتوى عن البورصة).
هذه هي المعايير التي يتم الاختيار بناءً عليها، وهي اهتمام الجمهور. كما أن لها ترتيبًا وجهدًا معينًا لجذب الجمهور الذي سيتابعك، وكيف يمكنك عمل عنوان خاطف ومميز من كلمة أو كلمتين.
أما عن هدف النشرة، فالمحتوى في كثير من الأحيان لا يتغير، لأنه يكون متخصصًا (مثل نشرة ثقافية، أو اقتصادية، أو نشرة "رادارنيوزليتر" للتحقق من المعلومات). لا يتغير المحتوى إلا إذا كانت النشرة عامة من البداية.

س3: ما الذي يُميز أسلوب الكتابة في النيوزليتر عن الكتابة للموقع الإلكتروني؟
ج:الكتابة للموقع الإلكتروني: هي كتابة خبرية بحتة، تركز على العناصر التقليدية للخبر (من، يقول لمن، ومتى)، أما الكتابة في النشرة البريدية: تركز أكثر على الإجابة عن لماذا؟ وأين؟ وكيف؟ وتكون كتابة سردية تقريرية لكي يعيش القارئ معها، خاصة إذا كانت النشرة غير يومية (مثل أسبوعية أو شهرية).
الكتابة في النشرة يجب أن تكون بشكل تقاريري عميق جدا وسردي، وغالباً ما تكون مرتبة بداخلها روابط، وصور، وبيانات، وخدمات إضافية.
س4: ما هي وتيرة الإرسال (يومي، أسبوعي، شهري)، وهل يتم اختيار توقيتات إرسال مختلفة؟
ج: النشرة البريدية من البداية يكون لها جمهور مخصص بموعد محدد، ويجب أن تعود الجمهور على موعد محدد لإرسال النشرة، فهذا من أسباب نجاحها.
يومي: تصل كل يوم في موعد محدد، ويمكن عمل نسختين يوميًا (صباحية ومسائية) مثل نشرة "إنتربرايز".
أسبوعي: مثل النشرة الخاصة بجريدة أو مجلة معينة، حيث تصل بأبرز موضوعاتها على البريد كل أسبوع مع إصدار المجلة.
شهري: مثل نشرة «رادار نيوزليتر» التي تُرسل محتواها كل شهر، وذلك حسب اهتمام الجمهور.

س5: ما هي أبرز مؤشرات النجاح التي يجب متابعتها في النيوزليتر؟
ج: مؤشرات النجاح هي الفيدباك (التعليقات والملاحظات)، وعدد المشتركين : هل قلّوا أم زادوا، معدل الفتح كم واحد فتح النشرة وظل متواجداً فيها لفترة معينة، كم المدة التي قضاها القارئ وما هي الروابط أو الموضوعات التي شدت انتباهه، البيانات المتعلقة بالمشتركين: من أي دولة، من أي منطقة، الأعمار، مصدر الزيارة: هل من البريد مباشرة أم يتم الفتح عبر السوشيال ميديا.
س6: حدثنا عن «رادار نيوزليتر» وما هو هدفها وجمهورها؟
ج: «رادار نيوزليتر» هي نشرة بريدية أنشأناها خصيصاً لـ مساعدة الصحفيين في الحصول على أدوات التحقق من المعلومات، نشر قصص في مجال التحقق من المعلومات (قصص متنوعة في الاقتصاد، الرياضة، الفن، الثقافة)،.. هدفنا هو توفير المحتوى الذي يساعد الصحفيين، والمدونين، والكُتاب، وصناع المحتوى على استخدام الأدوات وفهم التكنيكات الخاصة بالتحقق، حتى عن طريق الأفلام والملاحظات الخاصة بها.

«رادار نيوزليتر» يتابعها أكثر من 5 آلاف صحفي من مصر والعالم العربي، وقد أطلقت جائزة صحفية خاصة بالتقارير المتعلقة بالتحقق من المعلومات، هدفنا هو مساعدة الصحفيين والمدونين، ولدينا منصات على فيسبوك ولينكدإن لتعليم الزملاء كيفية التحقق من المعلومات من خلال دورات، تدريبات، كتابة محتوى، توفير أدوات، نصائح، وحوارات مع المسؤولين عن التحقق في الوطن العربي.











