تراجع أسعار العملات المشفرة مع تصاعد المخاوف الاقتصادية العالمية
يواصل سعر «البيتكوين» وبقية العملات المشفرة استحواذه على اهتمام واسع من المتابعين والمعنيين بالأسواق الرقمية، في ظل بحث المستثمرين عن فرص استثمارية جديدة، وتأثر تلك الأصول بشكل مباشر بالتطورات الاقتصادية العالمية ومستويات الإقبال عليها.
وشهدت سوق العملات المشفرة، اليوم الأحد 8 رجب 1447هـ الموافق 28 ديسمبر 2025، تراجعًا في سعر عملة «بيتكوين»، حيث سجلت نحو 87,726.5 دولار، وفقًا للبيانات الصادرة عن موقع «Investing»، في انعكاس واضح لحالة التقلب التي تسيطر على الأسواق الرقمية خلال الفترة الحالية.
تحركات الأسعار رغم صعود الذهب
لم يقتصر التراجع على «بيتكوين» وحدها، إذ انخفضت عملة «إيثريوم» إلى مستوى 2,940.78 دولار، فيما سجلت عملة «ريبل» 1.8779 دولار. وجاء هذا الأداء السلبي على الرغم من تصاعد المخاوف المالية في عدد من أكبر اقتصادات العالم، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب عالميًا إلى ما يتجاوز 4 آلاف دولار للأونصة، وهو ما يعكس انتقال بعض المستثمرين نحو الأصول التقليدية الآمنة.
وبحسب آخر التحديثات، جاءت أسعار أبرز العملات المشفرة على النحو التالي: سجلت «بيتكوين» 87,726.5 دولار، وبلغت «إيثريوم» 2,940.78 دولار، فيما وصلت عملة «تيثر» إلى 0.9998 دولار، وسجلت «بينانس كوين» نحو 843.90 دولار.
تقلبات حادة وعدم يقين عالمي
وتشهد سوق العملات المشفرة خلال الأيام الأخيرة تقلبات قوية، متأثرة بحالة عدم اليقين المرتبطة بعوامل اقتصادية وسياسية عالمية، من بينها سياسات البنوك المركزية، ومستويات التضخم، والتوترات الجيوسياسية. كما تواجه السوق موجة تراجع ملحوظة تعد من الأكبر منذ بداية عام 2025، ما يعكس حساسية هذه الأصول الرقمية تجاه المتغيرات الخارجية.
مؤشر الخوف والطمع وتأثيره على السوق
ولا تعتمد تحركات أسعار «البيتكوين» والعملات المشفرة على مؤشرات الاقتصاد العالمي أو أسواق العملات والمعادن فحسب، بل تلعب العوامل النفسية دورًا محوريًا، وفي مقدمتها مؤشر الخوف والطمع (Fear & Greed Index). فعندما ترتفع مستويات الخوف أو الهلع بين المستثمرين، تزداد عمليات البيع، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار. في المقابل، يسهم تصاعد مؤشرات الطمع في زيادة الطلب وارتفاع الأسعار نتيجة التوسع في عمليات الشراء.
استثمارات مؤسسية متزايدة
وعلى الرغم من التقلبات، تشهد العملات المشفرة تزايدًا ملحوظًا في الاستثمارات المؤسسية، إذ تجاوزت تدفقات منتجات الاستثمار المشفرة إجمالي تدفقات عام 2024 بالكامل. كما أعلنت صناديق ثروة سيادية عالمية عن استثمارات مباشرة في صناديق «البيتكوين»، في إشارة إلى تنامي الثقة المؤسسية في هذا النوع من الأصول على المدى الطويل.
ما هي العملات المشفرة؟
وتُعد العملات المشفرة أصولًا رقمية أو افتراضية صُممت للعمل كوسيط للتبادل، على غرار النقود التقليدية، لكنها تعتمد على تقنيات التشفير لتأمين المعاملات والتحكم في إصدار وحدات جديدة. وتعمل هذه العملات ضمن نظام دفع رقمي لا يخضع لسلطة مركزية، مثل البنوك أو الحكومات، ولا تمتلك وجودًا ماديًا في شكل عملات ورقية أو معدنية، بل تقتصر على إدخالات رقمية داخل قواعد بيانات إلكترونية.












