أوبك: الطلب على النفط سيصل إلى 123 مليون برميل يومياً بحلول 2050

رفعت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط حتى عام 2050، مقدّرة أن يبلغ 123 مليون برميل يوميًا، بزيادة تقارب 2.9 مليون برميل عن تقديرات العام الماضي.
ويعكس التعديل الجديد في تقرير "آفاق النفط العالمي حتى 2050"، الصادر من فيينا خلال ندوة "أوبك"، مجموعة من المتغيرات التي طرأت مؤخرًا، على رأسها تباطؤ التحول نحو السيارات الكهربائية، وزيادة احتياجات الطاقة في الهند وقطاع الطيران العالمي.
الهند تعزز الطلب.. وتراجع طفيف في توقعات الصين
توقعت "أوبك" أن تسهم الهند بزيادة تُقدر بـ8.2 مليون برميل يوميًا في الطلب على النفط حتى منتصف القرن، وهو ما يفوق التقديرات السابقة بنحو 200 ألف برميل يوميًا.
في المقابل، خفّض التقرير توقعات نمو الطلب من الصين إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ2.5 مليون في الإصدار السابق، نتيجة تباطؤ اقتصادي نسبي وتراجع استهلاك بعض القطاعات الصناعية.
النقل والطيران يقودان النمو
أشارت المنظمة إلى أن الجزء الأكبر من الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على النفط سيأتي من قطاعات النقل والطيران، التي ما تزال تُظهر نموًا قويًا في احتياجات الوقود رغم التوجهات البيئية.
تباطؤ في وتيرة التحول للطاقة المتجددة
رصد تقرير "أوبك" مؤشرات تباطؤ في خطط التحول نحو الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى مراجعات وتعديلات من قبل شركات تصنيع السيارات العالمية بشأن أهداف إنتاج المركبات الكهربائية.
كما لفت وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، إلى أن عدداً متزايداً من الدول بدأ في تبني "رؤى واقعية" فيما يتعلق ببرامج التحول الطاقي، مؤكدًا أن النفط والغاز سيظلان عنصرين أساسيين في مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة.
النفط والغاز.. دعائم مستمرة لمزيج الطاقة العالمي
أكد التقرير أن النفط والغاز سيواصلان تمثيل أكثر من 50% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، رغم التوسع في مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين.
وفي تصريحات لـ"الشرق"، قال أمين عام "أوبك"، هيثم الغيص، إن الحديث عن التخلي التام عن مصادر الطاقة الأحفورية "غير واقعي"، نظرًا للاعتماد العميق على المشتقات النفطية في قطاعات عديدة، من الغذاء والدواء، إلى وسائل النقل والطاقة المتجددة ذاتها مثل توربينات الرياح والبطاريات.
استثمارات مطلوبة بـ18 تريليون دولار
بحسب التقرير، فإن قطاع النفط العالمي بحاجة إلى ضخ استثمارات تزيد عن 18 تريليون دولار حتى عام 2050 للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية وتلبيـة الطلب المتزايد.
وقال الغيص إن هذه الاستثمارات يجب أن تكون مشتركة من قبل المنتجين والمستهلكين، محذرًا من أن بعض السياسات المناهضة للطاقة الأحفورية تتجاهل الحاجة لضمان أمن الطاقة في عالم يتزايد عدد سكانه بشكل مستمر.
وفي هذا الإطار، نبّه الأمير عبدالعزيز إلى أن نحو ملياري إنسان حول العالم لا يحصلون على احتياجاتهم الأساسية من الطاقة، داعيًا إلى تجنّب أن يكون التحول الطاقي على حساب النمو الاقتصادي أو رفاهية الشعوب.
الإنتاج.. نمو خارج "أوبك" أيضًا
أما على صعيد الإنتاج، فتتوقع "أوبك" ارتفاع إنتاج النفط خارج تحالف "أوبك+" إلى 58.9 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، مقابل 57.3 مليون برميل في تقديرات التقرير السابق.
ويُنتظر أن تأتي معظم هذه الزيادة من الولايات المتحدة، تليها المكسيك والبرازيل.
كذلك، رفعت "أوبك" تقديراتها لإنتاج دول التحالف إلى 64.1 مليون برميل يوميًا، لتبقى المنظمة فاعلًا رئيسيًا في موازنة الأسواق العالمية للطاقة.