• الرئيسية
• رأي بالعربي

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تُجرى حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، بسبب تمسك الجانب الإسرائيلي بخريطة إعادة انتشار عسكري تُبقي على وجود قواته في نحو 40% من مساحة القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس بشكل قاطع.

وأكد أحد المصدرين، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن "المفاوضات تشهد صعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها ضمن مقترحها الحالي، تتضمن إعادة تموضع وليس انسحابًا فعليًا، إذ تُبقي على قواتها العسكرية متمركزة في أكثر من 40% من مساحة غزة، ما يُعد تجاوزًا لبنود وقف إطلاق النار المتفق عليها مبدئيًا".

وأضاف المصدر أن هذا المقترح الإسرائيلي يُعد محاولة لتكريس واقع ميداني جديد يكرس الاحتلال العسكري داخل القطاع، ويُخالف مطالب الفصائل الفلسطينية بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي.

من جهته، أشار مصدر فلسطيني آخر إلى أن "إسرائيل تواصل سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق، وتسعى من خلال الشروط التعجيزية إلى كسب المزيد من الوقت واستمرار الحرب"، واصفًا التحركات الإسرائيلية بأنها تهدف إلى "إطالة أمد العدوان وعرقلة أي حلول سياسية تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار".

وكانت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد انطلقت في الدوحة برعاية قطرية ومصرية وأمريكية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والذي دخل شهره العاشر مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية.

ويؤكد مراقبون أن نجاح المفاوضات مرتبط بتقديم ضمانات دولية لانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، والتزامها بوقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى تنفيذ بنود تتعلق بإعادة الإعمار ورفع الحصار وتبادل الأسرى، وهي قضايا ما تزال محل خلاف بين الطرفين حتى اللحظة.