من الدمج إلى التمكين.. كيف صنعت ”تسامى السعودية” قاعدة انطلاقها؟

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "تسامى" لخدمات الأعمال – التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي – المهندس محمد بن ناصر الجاسر، أن إطلاق الهوية الجديدة للشركة يمثل بداية مرحلة متقدمة من النمو، تهدف فيها "تسامى" إلى أن تكون لاعبًا محوريًا في سوق خدمات قطاع الأعمال، من خلال تقديم حزمة متكاملة من الحلول عبر ثلاث مسارات استراتيجية.
وأوضح أن المسار الأول يشمل الخدمات التأسيسية، مثل توفير المساحات المكتبية والأنظمة التقنية التي تُمكّن الشركات من تقديم خدماتها بكفاءة عالية، بينما المسار الثاني فيرتكز على الخدمات المشتركة الذكية، والتي تشمل إدارة الموارد البشرية، والعمليات المالية والمحاسبية، بالإضافة إلى المشتريات والخدمات القانونية، وذلك باستخدام حلول تقنية متطورة.
ويضم المسار الثالث مجموعة من الخدمات المتقدمة، من بينها إدارة منظومة الابتكار، التسويق، تطوير الأعمال، وتحليل البيانات، في إطار يقدم تجربة متكاملة للعملاء من القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى الشركات الدولية التي تسعى لتأسيس مقراتها الإقليمية في الرياض، في ظل المبادرات الحكومية الجاذبة للاستثمار.
وأكد الرئيس التنفيذي، أن "تسامى" تضع ضمن أولوياتها دعم الشركات الأجنبية الراغبة في الدخول إلى السوق السعودي، من خلال تقديم خدمات تشمل التسجيل، الحصول على التراخيص، وإطلاق العمليات التشغيلية، مشيرًا إلى أن متطلبات هذه الشركات تختلف نسبيًا عن الشركات المحلية تبعًا لمرحلة النضج التي تمر بها، إلا أن الشركة تتعامل معها ضمن منظومة موحدة تضمن التكامل والكفاءة.
الدمج ساهم في التسريع
وتطرّق الجاسر إلى أهمية دمج شركة "بياك" لحاضنات ومسرعات الأعمال – التابعة سابقًا لشركة "تقنية" – مع مركز الخدمات المشتركة التابع للصندوق، مبينًا أن هذا الدمج كان له أثر كبير في تسريع تطوير شركة "تسامى" والاستفادة من الخبرات والقدرات المتراكمة لدى الكيانين.
وأوضح أنه خلال الأشهر الماضية، عمل الفريق على وضع اللبنات الأساسية لإطلاق "تسامى" بشكل رسمي، لتكون ذراعًا داعمًا للمبادرات الحكومية الرامية إلى جذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز كفاءة الإنفاق لدى الجهات الحكومية والشركات الوطنية، من خلال تفويض العمليات التشغيلية غير الأساسية لمزودي خدمات متخصصين.
وأكد الجاسر أن "تسامى" تسعى لأن تكون شريكًا استراتيجيًا في دعم المحتوى المحلي، من خلال بناء قدرات وطنية داخل الشركة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع المؤسسات المحلية الفاعلة في الاقتصاد الوطني، وجاء ذلك بحسب مقابلة مع تلفزيون العربية بيزنس.
مؤشرات الأداء وخطط النمو
وفيما يتعلق بقياس أداء الشركة، أشار الجاسر إلى أن "تسامى" لا تزال في بداية رحلتها، إلا أنها تعتمد على مؤشرات مثل نمو الإيرادات، الربحية، وحصتها السوقية، مع الإقرار بأن سوق خدمات الأعمال في المملكة لا يزال في طور التشكّل.
وأضاف أن رؤية السعودية 2030 وفرت البيئة الملائمة لنمو هذا النوع من الخدمات، وفتحت المجال أمام شركات وطنية متعددة لتلبية الطلب المتزايد، مؤكدًا أن "تسامى" تطمح لأن تتبوأ موقع الريادة في هذا القطاع الحيوي.