• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

أكدت ثلاث من أبرز المؤسسات الأفريقية أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) تُعد محطة رئيسية على طريق تحقيق التكامل الاقتصادي في القارة، وتشكل رافعة مهمة لنمو إفريقيا المستقبلي.

جاء ذلك خلال إطلاق الإصدار الـ11 من تقرير تقييم التكامل الإقليمي في إفريقيا، الذي تم تقديمه على هامش الاجتماع التنسيقي السابع للاتحاد الأفريقي في مالابو، غينيا الاستوائية، بتنظيم مشترك من مفوضية الاتحاد الأفريقي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (ECA)، والبنك الأفريقي للتنمية.

نحو اتحاد جمركي وسوق موحدة

يحمل التقرير عنوان: "تحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية الأفريقية: نحو اتحاد جمركي قاري وسوق أفريقية مشتركة"، ويتضمن رؤى وتوصيات سياسية جريئة لتعزيز التكامل، انطلاقًا من الإنجاز المحقق بإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية.

وبحسب التقرير، فإن الاتفاقية تمثل علامة فارقة في تاريخ القارة، مع توقيع 54 دولة ومصادقة 48 دولة حتى مارس 2025، وهو ما يعكس إرادة سياسية متنامية للتكامل الاقتصادي داخل إفريقيا.

تحفيز التنمية المستدامة

أشار التقرير إلى أن منطقة التجارة الحرة تمثل منصة لإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الحقيقية لإفريقيا، داعيًا إلى تسريع الخطى نحو الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة من خلال إزالة الحواجز التجارية وتنسيق السياسات بين الدول الأعضاء.

كما شدد على أهمية تعزيز حرية تنقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأفراد، باعتبارها مكونات أساسية لتحقيق التكامل الحقيقي.

آفاق النمو والموارد غير المستغلة

تُظهر بيانات بنك التنمية الأفريقي أن الاقتصاد الأفريقي في طريقه للنمو من 3.3% في 2024 إلى 4% في 2026، مدفوعًا جزئيًا بجهود التكامل والتحفيز التجاري رغم التوترات الدولية.

وكشف تقرير سابق أن تحسين كفاءة السياسات المالية والضريبية يمكن أن يوفر نحو 1.43 تريليون دولار من الموارد المحلية، وهو ما يُعد فرصة هائلة لتحقيق نمو تمويلي ذاتي مستدام.

وتُعد إفريقيا من أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، إذ تحتفظ بـ 30% من احتياطي المعادن العالمي، ما يمكّنها من دخول أسواق المعادن الخضراء التي يُتوقع أن تبلغ قيمتها 16 تريليون دولار بحلول 2030.

شباب القارة قوة اقتصادية واعدة

تتمتع إفريقيا بأحد أصغر التوزيعات السكانية عالمياً، بمتوسط أعمار يبلغ 19 عامًا، ويُتوقع أن تُسهم زيادة مشاركة الشباب في سوق العمل بنحو 47 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.

أكبر منطقة تجارة حرة في العالم

أُطلقت اتفاقية AfCFTA رسميًا في مارس 2018 بالعاصمة الرواندية كيجالي، ودخلت حيز التنفيذ في يناير 2021، وتضم حتى اليوم 55 دولة أفريقية.

ووفق توقعات الاتحاد الإفريقي، ستؤدي الاتفاقية إلى زيادة التجارة البينية بنسبة 52% بحلول 2035، كما يُنتظر أن تسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بأكثر من 450 مليار دولار خلال عقد واحد.

وتُعد AfCFTA أكبر مبادرة للتكامل الاقتصادي العالمي من حيث عدد الدول المشاركة، وركيزة استراتيجية لتنفيذ أجندة إفريقيا 2063 التي تهدف إلى تحقيق قارة موحدة، مزدهرة، وقادرة على المنافسة عالمياً.