الأحد 7 سبتمبر 2025 03:58 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

من وادي العريش إلى نهر الفرات: حلم إسرائيل الكبرى

الثلاثاء 22 يوليو 2025 01:50 مـ 26 محرّم 1447 هـ
رضا طاهر الفقي
رضا طاهر الفقي

في العصر الحديث، روج العديد من رموز الحركة الصهيونية لفكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين، استنادًا إلى خلفيات دينية وتاريخية وسياسية. ومن أبرز هؤلاء الشخصيات:

  • تيودور هرتزل: الأب المؤسس للصهيونية الحديثة، طرح في كتابه "دولة اليهود" (1896) فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين أو الأرجنتين كحل لمعاداة السامية.
  • حاييم وايزمان: قائد صهيوني بارز، لعب دورًا أساسيًا في الحصول على وعد بلفور، وأصبح لاحقًا أول رئيس لدولة إسرائيل.
  • دافيد بن غوريون: من القادة المركزيين في إقامة دولة إسرائيل وأول رئيس وزراء لها، قاد عمليات توطين اليهود في فلسطين.

الجذور الدينية لفكرة "إسرائيل الكبرى"

اعتمدت الصهيونية على عدد من النصوص الدينية التوراتية لتبرير المشروع الاستيطاني، وأهمها:

  • العهد مع إبراهيم: بحسب سفر التكوين، وعد الله إبراهيم وذريته بأرض كنعان (فلسطين).
  • الوعد الإلهي لشعب إسرائيل: جاء في عدة مواضع من التوراة تأكيد على وراثة بني إسرائيل لأرض كنعان.
  • النبوءات: تحدثت نصوص نبوئية عن "عودة اليهود إلى أرضهم" واستعادة مجد إسرائيل القديمة.

هذه الخلفية شكلت المبرر الديني والسياسي لإقامة دولة يهودية في فلسطين، ولا تزال تُستخدم حتى اليوم في الخطاب السياسي الإسرائيلي.

خريطة إسرائيل الكبرى في فكر نتنياهو

المشروع الصهيوني لا يتوقف عند حدود غزة أو القدس، بل يمتد إلى مفهوم أوسع هو ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، والتي وردت نصًا في سفر التكوين - الإصحاح 15، الآية 18:

"في ذلك اليوم عقد الله ميثاقًا مع أبرام قائلًا: سأعطي نسلك هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات..."

هذه الرؤية تُستخدم سياسيًا من قبل قادة مثل بنيامين نتنياهو، وتُعرض أحيانًا كخريطة رمزية للدولة اليهودية في المؤتمرات أو التصريحات.

وثيقة عوديد إينون واستراتيجية الهيمنة الإقليمية

في عام 1982، نشر عوديد إينون وثيقة بعنوان "استراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات"، تدعو إلى تفكيك الدول العربية الكبرى إلى كيانات طائفية ضعيفة، وهو ما يتقاطع مع رؤية تيودور هرتزل والحاخام فيشمان الذين اعتبروا أن "الأرض الموعودة تمتد من مصر إلى الفرات"، وتشمل أجزاء من سوريا ولبنان.

وبحسب تصريحات موثقة نقلها موقع بوليتيس الروسي، أكد الحاخام فيشمان أن الهدف الصهيوني يشمل هذه الرقعة الجغرافية بالكامل.

لماذا الحرب لن تتوقف عند غزة؟

المعركة في غزة ليست سوى فصل من خطة أوسع. فمشروع إسرائيل الكبرى ليس مجرد خطة توسعية سياسية، بل يقوم على رؤية دينية عقائدية، ويدعمه مشروع استيطاني طويل الأمد.

لذلك، لا يمكن وقف الحرب بمجرد هدنة أو اتفاق سياسي، بل بالتصدي للمشروع بالكامل. وهذا لن يحدث إلا إذا:

  • تحركت الشعوب العربية والإسلامية للضغط على حكوماتها.
  • تم وقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
  • تقديم الدعم الكامل لغزة، لمنع تهجير أهلها وكسر إرادة المقاومة.

غزة... الحصن الأخير

غزة تمثل اليوم آخر معاقل الأمة التي تواجه المشروع الصهيوني علنًا. سقوط غزة لا يعني فقط كارثة إنسانية، بل انتصار رمزي واستراتيجي لمشروع هرتزل التوسعي.

لذا فإن الدفاع عن غزة هو دفاع عن القدس، وعن دمشق، وعن القاهرة، وعن بغداد... بل عن الأمة كلها.

موضوعات متعلقة