السبت 13 سبتمبر 2025 10:24 مـ 20 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

القفزة الكبرى في الاستثمار الأجنبي المباشر: السعودية تحصد ثمار رؤية 2030

السبت 13 سبتمبر 2025 04:41 مـ 20 ربيع أول 1447 هـ
سامر شقير
سامر شقير

الاستثمار الأجنبي المباشر ورؤية 2030 في قلب التحول الاقتصادي

يُعد الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) قوة دافعة رئيسية لتنويع الاقتصاد السعودي، وتعزيز فرص العمل، ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة. في ظل رؤية السعودية 2030، تركز الجهود الحكومية على تحويل المملكة إلى وجهة استثمارية عالمية جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية، عبر تنفيذ إصلاحات هيكلية تجعل بيئة الأعمال أكثر تنافسية وجاذبية.

مع حلول عام 2024، شهدنا تحولات مهمة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يستلزم تحليلها بعمق لفهم دلالاتها الاقتصادية والاستراتيجية.

تحليل المؤشرات: هل هو قفز مستدام أم تقلب عابر؟

تشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع ملموس في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 24.2%، لتبلغ 119.2 مليار ريال سعودي خلال 2024.
رغم هذه القفزة الإيجابية، تظهر تقارير ربع سنوية تذبذباً في بعض الفترات، مما يعكس تأثر التدفقات بعوامل مختلفة مثل تقلبات الأسواق العالمية وحالة الجيوسياسية.

لكن الصورة العامة تدعم فرضية بداية مرحلة نمو مستدام بفعل الإصلاحات الاقتصادية، لاسيما تحسين بيئة الاستثمار، وتبسيط الإجراءات، وتعزيز الشفافية، مما يجعل المملكة منافساً قوياً على صعيد جذب الاستثمارات الأجنبية.

قطاع التصنيع: المحرّك الرئيس لتنويع الاقتصاد

يبرز قطاع التصنيع كقطب رئيسي لاستقبال الاستثمارات الأجنبية، مستحوذاً على نحو 29% من إجمالي تدفقات الاستثمار.

هذا التركيز الاستراتيجي يعكس سعي المملكة لبناء قاعدة صناعية متينة بهدف تقليل اعتماد الاقتصاد على النفط.
وتُعد الاستثمارات في الصناعات التحويلية والابتكار الصناعي من أبرز عوامل دعم الناتج المحلي غير النفطي، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، وخلق فرص عمل ذات مهارات عالية، خصوصاً للشباب السعودي تتوافق مع توجهات الرؤية المستقبلية.

التحول النوعي نحو الاستثمارات غير النفطية

تشكل الاستثمارات غير النفطية حوالي 90% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2024، دليلاً واضحاً على تحوّل اقتصادي عميق. باتت قطاعات التكنولوجيا والابتكار، السياحة والترفيه، الخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، من أبرز وجهات الاستثمار الأجنبي.

هذا الاتجاه يؤكد نجاح الإصلاحات الحكومية في تطوير نظام بيئي استثماري متكامل، يقلل من مخاطر الاعتماد على النفط ويعزز مكانة السعودية كلاعب فاعل في الاقتصاد العالمي المتنوع.

التحديات والفرص المستقبلية

رغم النتائج الإيجابية، يواجه جذب الاستثمار الأجنبي تحديات عدة مثل منافسة الأسواق الإقليمية، التغيرات الجيوسياسية، وبحث المستثمرين عن استقرار تشريعي وتنظيمي دائم.

لذلك، يجب استمرار التركيز على تبسيط القوانين، تعزيز حوكمة الشركات، وتوفير حوافز تنافسية، بجانب تطوير البنية التحتية الذكية لدعم الاستثمارات.
مع تنفيذ مشاريع ضخمة مثل "نيوم"، "البحر الأحمر"، و"القدية"، تبدو المملكة في موقع فريد لتوسيع وتعميق جاذبيتها الاستثمارية خلال السنوات القادمة، مما يدعم تحوّلها إلى اقتصاد مستدام ومتنام.

ختاماً: يُعد الاستثمار الأجنبي المباشر مؤشراً حيوياً على نجاح رؤية 2030، وفرصة فريدة لتسريع التنمية الاقتصادية السعودية، وتمكينها من دور بارز في المشهد الاقتصادي العالمي المتنوع والمتطور.