ترامب يعلن نجاح جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق بين الهند وباكستان يقضي بوقف إطلاق نار شامل وفوري، بعد تصعيد عسكري خطير بين البلدين على خلفية أحداث دامية شهدتها منطقة كشمير المتنازع عليها. وأكد ترامب أن الاتفاق تم التوصل إليه بوساطة أمريكية مكثفة استمرت طوال الليلة السابقة، وأسفرت عن إنهاء حالة التوتر التي أثارت قلقًا إقليميًا ودوليًا واسعًا.
وكتب ترامب عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان قد اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. أهنئ البلدين على استخدام الحكمة والذكاء الكبير في التعامل مع الموقف، واختيار طريق السلام بدلًا من التصعيد".
الاتفاق يأتي بعد أيام من تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية بين الجانبين، والتي بدأت إثر قصف شنّته القوات الهندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، قالت إنها معسكرات تابعة لجماعات مسلحة، ردًا على هجوم دموي استهدف سياحًا هندوس في إقليم كشمير الشهر الماضي. وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل عدد من المدنيين، وسط اتهامات مباشرة من نيودلهي لإسلام آباد بالتواطؤ أو التقصير في ضبط الجماعات المسلحة، الأمر الذي نفته باكستان بشكل قاطع.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لعبت دورًا حاسمًا في تهدئة التوتر. وأوضح في تصريح رسمي عبر حسابه على منصة "تويتر": "على مدى الثماني والأربعين ساعة الماضية، تواصلت أنا ونائب الرئيس فانس مع كبار المسؤولين في البلدين، من ضمنهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ووزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، ومستشاري الأمن القومي أجيت دوفال وعاصم مالك".
وأضاف روبيو: "يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار، وبدء مفاوضات شاملة حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أن تُعقد في موقع محايد لم يُكشف عنه بعد". وتابع: "نحن نُثمن بشدة حكمة وحنكة رئيسي الوزراء مودي وشريف، وندعو إلى استمرار هذا المسار السلمي لضمان الاستقرار الإقليمي".
ورغم هذا الاتفاق، لا تزال حالة الترقب تسود الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة بعد أن شهدت الحدود المشتركة بين الهند وباكستان خلال الأيام الماضية مواجهات مكثفة، شملت إطلاق نار متبادل وقصف مدفعي واستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة المدى، في مؤشر خطير على هشاشة الوضع الأمني بين البلدين اللذين يمتلكان قدرات نووية.
وكان الهجوم الذي استهدف السياح الهندوس في كشمير قد فجر الأزمة الأخيرة، حيث اتهمت نيودلهي جماعات مسلحة تنشط من داخل الأراضي الباكستانية بتنفيذه، بينما أصرت إسلام آباد على نفي الاتهامات، معتبرة أن الحكومة الهندية تستخدم الحادث كذريعة لتبرير عمليات عسكرية توسعية في الإقليم المتنازع عليه.
يُذكر أن كشمير تمثل واحدة من أقدم وأخطر بؤر النزاع في العالم، وتتنازع عليها الهند وباكستان منذ استقلالهما عن الاستعمار البريطاني عام 1947، وخاض البلدان بسببها ثلاث حروب كبرى، إلى جانب مناوشات دائمة على امتداد خط السيطرة الذي يفصل بين شطري الإقليم.
وتأمل واشنطن أن يؤدي الاتفاق الأخير إلى فتح باب الحوار الشامل بين الجانبين، والعمل على إيجاد حلول مستدامة للنزاع المزمن في كشمير، في ظل وجود ضغوط دولية متزايدة تدعو إلى ضبط النفس وتغليب لغة التفاوض على منطق المواجهة.