السبت 28 يونيو 2025 06:14 مـ 2 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

وماذا بعد الهدنة الإيرانية الإسرائيلية؟

الأربعاء 25 يونيو 2025 02:24 مـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
شيركو حبيب
شيركو حبيب

بعد 12 يوما من حرب الصواريخ والطائرات غير التقليدية.

وافقت إيران و إسرائيل على طريقتهما الخاصة وبمبادرة أو أمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الهدنة ووقف إطلاق النار.

خلال هذه الفترة؛ دمرت الحرب القصيرة الكثير من البنية التحتية لدى الجانبين، والشئ غير المفهوم للمتابعين أن كليهما يدقان طبول الانتصار، بشكل يثير سخرية المتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالشرق الأوسط، فإيران خسرت كما يقال "تحويشة العمر"، مبالغ ضخمة صرفت على المفاعلات النووية، ناهيك عن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل ، والخسارة الأكبر حياة العلماء النوويين وهى الخسارة التي لا تعوض، فإيران كانت تدعي منذ قيام الجمهورية الإسلامية أنها ستقوم بمحو الكيان الصهيوني من الوجود لاحتلالهم فلسطين، وأنها كفيلة بتحرير القدس الشريف نيابة عن العالم الإسلامي، وأنها ستدعم حماس و غيرها من الحركات الفلسطينية، ولكن حدث العكس، وتم تدمير مفاعلاتها النووية.

أما إسرائيل؛ فكانت على خطأ من تقديرها قوة إيران، فكانت تعتقد أن حركة حماس و حزب الله و نظام الأسد في سوريا يمثلون قوة إيران الوحيدة الحقيقية في المنطقة، فقصفت طهران في عقر دارها، وتلقت الرد سريعا في تل أبيب و حيفا، ليشهد العالم عمليات الهروب الجماعي للمستوطنين الذين قرروا العودة إلى بلدانهم الأصلية، وقد أشرت في مقال سابق إلى أن هذه الحرب لن تدوم طويلا لحساسية وأهمية منطقة الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا.

كان الهدف الأول لأمريكا و إسرائيل هو القضاء على المفاعل النووي الإيراني، حتى أصدقاء إيران؛ الصين و روسيا؛ لم يدعموا طهران لأنهما أيضا كانا ضد ظهور قوة نووية جديدة في المنطقة والعالم، وحتى بعض الدول العربية أعلنت الحياد، و البعض كان من مؤيدي إيران ظنا منها بأنها ستقضي على الكيان الصهيوني وتحرر فلسطين، ولكن هذا الظن يظل سرابا، حيث أعلن مسؤول إيراني أن بلاده تدافع عن نفسها فقط.

والسوال الآن : وماذا بعد حرب ال ١٢ يوما؟ هل يستمر وقف إطلاق النار بعدما وصلت تل أبيب و واشنطن إلى ما كانت تتمنيانه؟

من غير المنطقي جلوس الإيرانيين و الإسرائيليين معا على طاولة مفاوضات، فليس هناك ما يتفاوضا عليه، فقط؛ كان هدف إسرائيل تدمير المفاعل النووي الإيراني، و تم بالفعل؛ بضربة أمريكية خالصة على الأغلب، ولو تأملنا المشهد العسكري بعد هذه المعركة القصيرة لتأكدنا أن كليهما خسرها، وإن كان هناك تفوق نسبي لأحدهما فربما كانت إسرائيل، ومن ورائها أمريكا، فالشرق الأوسط المرتقب سيكون خاليا من قدرة نووية تملكها أي من دوله، وإيران لم تعد تتفاخر بجماعات ومليشيات تابعة لها في المنطقة، ولن تستطيع استعراض قوتها عبر هذه الأذرع مرة ثانية.

سياسيا؛ بات مطلوبا من الجميع الحفاظ على منطقة شرق أوسط خال من الحروب و الاضطرابات، وهي مسألة تتحقق بقدرة المنظمات الدولية والأممية على تفعيل دورها في حماية شعوب العالم كله من خطر الحروب، وقد باتت أجزاء متناثرة منه في معارك جانبية واسعة لم تنته بعد، ما كان يهدد العالم بحرب عالمية ثالثة لو اتسع الصراع الإيراني الإسرائيلي بتدخل قوى أخرى فيه، ووقتها ستكون الكارثة أكبر على شعوب منطقة الشرق الأوسط والعالم، ربما نعود مجددا لاهتمام بالحرب الروسية الأوكرانية، وقد حضرت سريعا مشاهد الموت المتجددة في غزة على شاشات التلفاز.

الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط، ولا تمثل بالضرورة الموقف الرسمي لموقع بالعربي bilarabi.news.