سوق الأسهم السعودية يتراجع للأسبوع الثاني وسط مخاوف من تشديد السياسة النقدية

اخبار الاقتصاد السعودي.. تواجه سوق الأسهم السعودية مجموعة من التحديات التي تعرقل دخولها في موجة صعود جديدة خلال الأسبوع المقبل، في ظل حالة من الترقب في الأسواق العالمية وعدم اليقين بشأن توجهات أسعار الفائدة، رغم تحركات شرائية انتقائية لاقتناص فرص انخفاض الأسعار.
اخبار الاقتصاد السعودي
وأغلق المؤشر العام للسوق السعودية "تاسي" الأسبوع الماضي عند مستوى 10,834 نقطة، متراجعًا بنسبة 0.9%، في أعلى وتيرة هبوط أسبوعية منذ أكثر من شهر، بعد اكتمال إفصاحات الشركات عن نتائج الربع الثاني من عام 2025.
سوق الأسهم السعودية
ومع هذا التراجع، عمّق "تاسي" خسائره السنوية إلى نحو 8.6%، مقارنة بارتفاع بنسبة 19% في مؤشر "MSCI" لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا الناشئة خلال الفترة ذاتها. ويتداول المؤشر حاليا دون أعلى مستوياته في 52 أسبوعًا، والمسجلة في يناير الماضي، بنسبة 14%، فيما لا يزال فوق أدنى مستوياته للفترة ذاتها بنسبة 4%.
ورغم الأداء السلبي، أظهرت السوق السعودية تماسكا فنيا بالقرب من مستوى 10,800 نقطة على مدار الأسابيع القليلة الماضية، مدعومة بتحركات سيولة شرائية تعويضية تراوحت بين 80 و200 نقطة أسبوعيًا، ما يعكس توجهًا استثماريًا انتقائيًا نحو أسهم معينة يرى المتعاملون أن أسعارها باتت مغرية بعد التراجعات.
إلا أن المعطيات العالمية أضافت مزيدًا من الضغوط على الأسواق، حيث سجلت بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة - أحد المؤشرات المبكرة للتضخم - ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.9%، وهي أعلى قراءة منذ ثلاث سنوات.
هذه البيانات أثارت مخاوف من تأجيل خفض أسعار الفائدة الأمريكية، خاصة أن توقعات الأسواق قبلها كانت ترجح بنسبة 100% خفضًا للفائدة في سبتمبر، وفق أداة "فيد ووتش"، إلا أن القراءة الأخيرة قلصت هذه التوقعات.
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع مزيدًا من البيانات الاقتصادية الأمريكية، إلى جانب خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال مؤتمر "جاكسون هول"، والذي قد يعيد صياغة اتجاهات السياسة النقدية للفترة المقبلة.
في ظل هذه الظروف، يجد "تاسي" صعوبة في تحقيق مكاسب مستدامة مع استمرار الضغوط الناتجة عن أسعار الفائدة المرتفعة.
ومع ذلك، تظهر السوق السعودية عوامل جذب نسبي، إذ يتداول المؤشر عند مضاعف ربحية يبلغ 16.3 مرة على أساس الأرباح الحالية، و13.9 مرة على الأرباح المتوقعة، إضافة إلى عائد توزيعات نقدية يبلغ 4.4%، وفق بيانات "بلومبرج"، ما يعزز قدرة السوق على التماسك عند المستويات الحالية، خاصة بعد تراجعه بنحو 10% منذ بداية العام.