من الفيشاوي إلى ستاربكس.. قصة صعود سوق القهوة في السعودية

يسجل سوق القهوة في السعودية نموا مطردا، وسط إقبال واسع من السكان على استهلاك القهوة يوميا، حيث يقدر عدد الأكواب والفناجين المستهلكة بنحو 36.5 مليون يوميا، بحسب ما أكده أحمد الكاشقري، الرئيس التنفيذي لجمعية ملاك المطاعم والمقاهي.
سوق القهوة في السعودية
وأشار الكاشقري إلى أن حجم سوق القهوة في المملكة بلغ في عام 2024 ما بين 5 و7 مليارات ريال، ويحقق نموا سنويا يفوق 5%، مضيفا أن القطاع يعد جزءا من سوق خدمات الطعام في المملكة الذي بلغ نحو 17 مليار ريال، أي ما يعادل 16% من إجمالي السوق.
ويأتي هذا النمو الكبير في ظل تحول المقاهي إلى مراكز للحراك الثقافي والفني، حيث أصبحت تستضيف فعاليات أدبية ومعارض فنية، بعد أن كانت في الماضي ملتقى للشعراء والروائيين.
وأوضح الكاشقري أن الشركة السعودية للقهوة، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، تنفذ خطة استثمارية بقيمة تصل إلى 320 مليون دولار على مدى عشر سنوات، بهدف رفع الإنتاج المحلي من القهوة من 800 طن سنويا حاليا إلى أكثر من 10 آلاف طن، من خلال زراعة خمسة ملايين شجرة بحلول عام 2030.
ويقدر الاستهلاك السنوي للبن في السعودية بنحو 80 ألف طن، ما يعادل 80 مليار جرام، وتم حساب عدد الأكواب اليومية على أساس متوسط 6 جرامات من البن لكل كوب، وهو معدل يوازن بين حجم الفنجان المحلي والأكواب العالمية مثل الإسبريسو والفلتر.
وتزامن هذا النمو في الاستهلاك مع توسع كبير في عدد المقاهي، حيث كشفت وزارة التجارة السعودية أن عدد السجلات التجارية لنشاط المقاهي (كوفي شوب) بلغ 61 ألف سجل حتى نهاية النصف الأول من عام 2025، فيما سجل نشاط المقاهي الشعبية نحو 27 ألف سجل.
وتشهد المملكة اليوم انتشارا واسعا لسلاسل المقاهي العالمية والمحلية، حيث تتصدر "بارنز" العلامات التجارية من حيث عدد الفروع بأكثر من 800 فرع، تليها "دانكن" بأكثر من 600 فرع، ثم "ستاربكس" التي تمتلك نحو 450 فرعا، بينما يواصل "كيان كافيه" التوسع بأكثر من 270 فرعا، ويأتي بعده "عنوان القهوة" بـ234 فرعا، و"د. كيف" بأكثر من 100 فرع.
حجم سوق القهوة على مستوى العالم
وعلى المستوى العالمي، يقدر حجم سوق القهوة بـ270 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 369 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3%، وفقا لتقديرات موقع grandviewresearch.com.
ويشار إلى أن القهوة لعبت دورا تاريخيا في المجتمعات، إذ كانت المقاهي على مدار العقود الماضية فضاءات للتواصل الثقافي والسياسي، بدءا من أول مقهى في التاريخ الذي افتتح في إسطنبول عام 1475، مرورا بمقاهي القاهرة الشهيرة مثل "الفيشاوي"، وصولا إلى نماذج المقاهي الحديثة التي تهيمن عليها العلامات التجارية العالمية.
وفي السعودية، تعود أول تجربة لمقهى عصري إلى عام 1954 بافتتاح مقهى "الزهور" في الرياض، إلا أن أنماط الحياة والمجتمع آنذاك لم تكن مهيأة لتوسع هذه الثقافة. ومع دخول الألفية الجديدة، وانتشار الإنترنت، شهدت المقاهي في المملكة تطورا كبيرا، مدعوما بتركيبة سكانية شابة تمثل نحو 70% من عدد السكان.