مراسي البحر الأحمر: نموذج جديد للازدهار السياحي المشترك

يشهد قطاع السياحة في الشرق الأوسط تحولًا نوعيًا، لم يعد يعتمد على المشاريع الفردية للدول، بل على نماذج جديدة من التعاون الاستراتيجي.
في صدارة هذا التحول يقف مشروع "مراسي البحر الأحمر"، الذي يمثل جسرًا استثماريًا فريدًا يربط بين إمكانات المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا المشروع لا يقتصر على كونه وجهة سياحية جديدة، بل هو شهادة على قدرة المنطقة على بناء شراكات عملاقة تحرك عجلة الاقتصاد الإقليمي.
أسس صلبة للتعاون في قطاع السياحة
يقوم هذا المشروع المشترك على أسس قوية من الإنجازات السياحية في الدول المشاركة.. ففي السعودية، يمثل النمو القياسي في قطاع السياحة محركًا أساسيًا.
ووفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية (UNWTO) لعام 2024، تصدرت المملكة قائمة الدول الأسرع نموًا في السياحة عالميًا، بنسبة تفوق 56% مقارنة بعام 2019، مدعومة بمشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية، وحملات تسويقية عالمية.
وفي مصر، تظهر الأرقام مرونة لافتة في القطاع. فقد سجلت البلاد عام 2023 أكثر من 14.9 مليون سائح، مع إيرادات تجاوزت 13.6 مليار دولار، مما يبرهن على قدرتها على جذب السياح وتأمين تدفقات مالية قوية حتى في ظل المتغيرات الإقليمية.
هذه الإنجازات المتراكمة في كلا البلدين توفر بيئة مثالية لنجاح مشروع مشترك بحجم "مراسي البحر الأحمر".
فرص استثمارية واعدة في مشاريع البحر الأحمر
يعد مشروع "مراسي البحر الأحمر" فرصة استثمارية مغرية للغاية.. يهدف هذا التعاون بين الدول الثلاث إلى تطوير منطقة البحر الأحمر بالكامل لتكون وجهة سياحية عالمية متكاملة.
يشمل المشروع إنشاء منتجعات فاخرة، وتطوير موانئ سياحية لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة، وتقديم مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية التي تستفيد من البيئة البحرية الفريدة.
هذا الجهد المشترك يفتح آفاقًا واسعة أمام المستثمرين الراغبين في دخول سوق سياحي واعد، مدعومًا باستثمارات حكومية ضخمة وجهود تطوير مشتركة.
مستقبل السياحة في المنطقة: التعاون طريق الازدهار
لا يمثل مشروع "مراسي البحر الأحمر" مجرد وجهة سياحية جديدة، بل هو رؤية لمستقبل السياحة في الشرق الأوسط.. إنه دليل على أن التعاون الإقليمي يمكن أن يولد مشاريع تتجاوز حدود الدول وتخلق قيمة اقتصادية هائلة.
إن النجاحات التي حققتها كل من السعودية ومصر، والخبرة الاستثمارية الكبيرة التي تمتلكها الإمارات، كلها عوامل تجعل من هذا المشروع نموذجًا يحتذى به، ونقطة انطلاق لمرحلة جديدة من الازدهار السياحي في المنطقة بأسرها.