اليوم الوطني السعودي الـ95.. العالم يهنئ المملكة ورؤية 2030 تتجاوز المستهدفات

تحتفل المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام بذكرى اليوم الوطني، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1932 توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية". ويكتسب الاحتفال هذا العام بُعدًا خاصًا، إذ يتزامن مع مرور خمسة وتسعين عامًا على تأسيس الدولة، ومع استمرار مسيرة الإنجازات الطموحة التي ترسم ملامح مستقبلها في ظل رؤية 2030.
عزّنا بطبعنا شعار اليوم الوطني السعودي
واختارت الهيئة العامة للترفيه شعار «عزّنا بطبعنا» ليكون عنوانًا لاحتفالات هذا العام، في إشارة إلى اعتزاز الشعب السعودي بتراثه العريق وهويته الوطنية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.
جذور الدولة السعودية
تعود جذور الدولة السعودية إلى إمارة الدرعية، التي أسسها آل سعود من بني حنيفة في القرن الرابع الهجري، بعدما انتقلوا إلى شرق الجزيرة العربية هربًا من الاضطرابات السياسية. وقد برزت الدرعية بفضل موقعها الاستراتيجي على وادي حنيفة، حيث توافرت المياه وازدهرت الزراعة، إلى جانب كونها محطة رئيسية على طرق القوافل والتجارة والحج، مما أهلها لأن تكون عاصمة الدولة السعودية الأولى التي تأسست عام 1727 بقيادة الإمام محمد بن سعود، واستمرت حتى عام 1818.
الاحتفال باليوم الوطني السعودي
أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن برنامج استثنائي لاحتفالات اليوم الوطني السعودي الـ95، يتضمن عروضًا جوية مبهرة بمشاركة الطائرات الاستعراضية، وعروضًا بحرية بالفرقاطات والزوارق، إلى جانب مسيرات برية تستعرض العربات والآليات والفرق الموسيقية. وتشارك في الفعاليات جهات وطنية عدة بينها رئاسة الحرس الملكي، ووزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني، والهيئة العامة للطيران المدني، إلى جانب شركات الطيران الوطنية. كما تتولى هيئة الإذاعة والتلفزيون نقل العرض الرئيسي مباشرة عبر قناة السعودية.
رؤية المملكة 2030
لم يكن اليوم الوطني مناسبة احتفالية فحسب، بل أصبح فرصة للتأكيد على مسيرة التغيير الطموحة التي تقودها المملكة. فبحسب التقرير السنوي لرؤية 2030 لعام 2024، بلغت نسبة المبادرات المكتملة 85% من إجمالي المبادرات، فيما تجاوزت 93% من مؤشرات البرامج أهدافها المرحلية.
وقد حققت المملكة قفزات نوعية في مختلف المجالات، أبرزها:
السياحة: أكثر من 100 مليون زائر، و8 مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
العمل التطوعي: وصول عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون، متجاوزًا مستهدف عام 2030.
تمكين المرأة: ارتفاع نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 33.5%.
الحكومة الرقمية: حصول المملكة على المرتبة السابعة عالميًا في مؤشر المشاركة الإلكترونية، والسادسة في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية.
لا يقتصر الاحتفال باليوم الوطني على الداخل السعودي، بل ينعكس أيضًا على مستوى العلاقات الإقليمية والدولية.
فقد شاركت الإمارات بفعالية في الاحتفالات، تأكيدًا على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، والتي تجسدت في إنشاء مجلس التنسيق السعودي–الإماراتي عام 2016 لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني.
من جانبها، وجهت روسيا رسالة تهنئة رسمية على لسان فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، أشادت فيها بالشراكة المتنامية مع المملكة، خصوصًا في المجالات المالية والرقمية. كما عبّرت الولايات المتحدة عن تقديرها لإنجازات السعودية، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ما تحقق بأنه "نموذج يُحتذى به"، مؤكدًا دعم بلاده لرؤية 2030.
مصر تهنئ السعودية
وفي السياق ذاته، هنأت مصر المملكة قيادةً وشعبًا بهذه المناسبة، مشيدةً بروابط الأخوة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ومؤكدة تطلعها إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وهكذا، يجمع اليوم الوطني السعودي بين استحضار الماضي العريق وتاريخ التأسيس، وبين الاحتفاء بإنجازات الحاضر وتطلعات المستقبل.
فهو مناسبة تعكس قوة الهوية الوطنية، وتجسد طموح المملكة في أن تكون لاعبًا رئيسيًا في الساحتين الإقليمية والدولية، بما يتوافق مع رؤيتها لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.