الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 06:10 مـ 7 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

هجرة إنتاج هوليوود خارج كاليفورنيا.. هل تتحول الكاميرا إلى رهينة للرسوم الأمريكية؟

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 10:31 صـ 7 ربيع آخر 1447 هـ
هوليوود
هوليوود

لم تعد هوليوود مجرد حي لامع في قلب لوس أنجلوس، بل أيقونة عالمية لصناعة الترفيه الأمريكية. غير أن هذه الصناعة تواجه اليوم مرحلة فارقة، مع تصاعد الأعباء المالية والتشريعات المثيرة للجدل التي تهدد مستقبلها.

هجرة الإنتاج خارج كاليفورنيا

على مدى سنوات طويلة، كانت لوس أنجلوس المركز الأول للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، لكن تزايد التكاليف وتداعيات الجائحة وإضرابات الكتاب والممثلين دفع الاستوديوهات إلى البحث عن بدائل.

الولايات مثل جورجيا ونيويورك وتكساس، إضافة إلى كندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا، تحولت إلى وجهات جاذبة بفضل الحوافز الضريبية والتكاليف التشغيلية الأقل.

حوافز محلية ورسوم اتحادية

حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم حاول إنعاش القطاع عبر مضاعفة سقف الحوافز الضريبية إلى 750 مليون دولار. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّد النقاش بطرح فكرة فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الأفلام المصورة خارج الولايات المتحدة، معتبراً أن الإنتاج الأجنبي "يسرق" أعمال هوليوود.

لكن الغموض يحيط بآلية تنفيذ هذه الرسوم، خصوصاً أن الأفلام تصنّف كـ"خدمات" لا "سلع"، ما يثير تساؤلات قانونية معقدة بشأن التصوير الخارجي والإعلانات وعلاقات التجارة الدولية.

تحذيرات سياسية وخبراء

الممثل جون فويت، المعيَّن من ترامب سفيراً خاصاً لهوليوود، أوضح أن الرسوم ستطبق في ظروف محدودة، بينما تدرس الإدارة تقديم حوافز فيدرالية واتفاقيات إنتاج مشترك.

في المقابل، حذر خبراء مثل مايك بروليكس من "فوضى حقيقية" إذا فُرضت هذه الرسوم دون أساس قانوني واضح، في حين دعا السيناتور الديمقراطي آدم شيف إلى اعتماد حوافز تنافسية بدلاً من الدخول في مواجهة قد تضر بالصناعة.

المال يحدد الاتجاه

جوهر الأزمة يبقى اقتصادياً. مع تراجع إيرادات شباك التذاكر وانهيار سوق أقراص الـDVD، إلى جانب صعود البث الرقمي، أصبحت الاستوديوهات أكثر حرصاً على خفض التكاليف. هذا ما جعل الحوافز الضريبية عاملاً حاسماً في اختيار مواقع التصوير.

منافسة عالمية شرسة

منذ عقدين، قدمت 38 ولاية أميركية أكثر من 25 مليار دولار لدعم الإنتاج، مما ساعد ولايات مثل جورجيا على بناء صناعة قوية توفر آلاف الوظائف.

على الجانب الآخر، أصبحت كندا "هوليوود الشمالية"، حيث احتضنت أعمالاً شهيرة مثل "Suits" و"Twilight".

استطلاعات حديثة أظهرت تراجع لوس أنجلوس إلى المركز السادس بين أفضل مواقع التصوير عالمياً، خلف مدن مثل تورونتو ولندن وفانكوفر.

في المقابل، زاد إنتاج المشاريع الكبرى في أستراليا ونيوزيلندا بنسبة 14% بين عامي 2022 و2024، بينما انخفضت حصة الولايات المتحدة بنسبة 26%.

مفترق طرق

بين الرسوم الجمركية المقترحة، والحوافز المحلية، وتنامي المنافسة العالمية، تقف هوليوود أمام اختبار صعب. إما أن تنجح في إعادة رسم سياساتها المالية والتشريعية لتبقى عاصمة الترفيه العالمي، أو تخاطر بخسارة المزيد من بريقها لصالح مراكز إنتاج ناشئة حول العالم.