• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا حادًا في أسعار الخام خلال تعاملات يوم الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025، وسط تصاعد المخاوف من تخمة الإمدادات وتراجع الطلب العالمي، في وقت تستمر فيه التوترات الجيوسياسية والتجارية التي تُثقِل كاهل السوق.

وهبط خام برنت إلى 60.87 دولارًا للبرميل، ليسجل أدنى مستوى له منذ مايو الماضي، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 57.45 دولارًا، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن ارتفاع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، وتوقعات بزيادة المخزونات الأمريكية بنحو 1.5 مليون برميل خلال الأسابيع المقبلة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز فائض المعروض النفطي عالميًا حاجز 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2026، مدفوعًا بارتفاع إنتاج دول منظمة أوبك+، إلى جانب المنتجين من خارج المنظمة مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل. هذا السيناريو المحتمل يعزز حالة القلق لدى المستثمرين، ويغذي تقلبات حادة في أسعار النفط.

في الوقت ذاته، لا تزال التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تلقي بظلالها على السوق، حيث تؤدي الرسوم الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى تقليص حركة التجارة العالمية، ما ينعكس سلبًا على الطلب على الطاقة.

وفي تطور آخر يعكس تصاعد الضغوط الجيوسياسية، وجهت الولايات المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة إلى الهند مطالبة إياها بوقف واردات النفط من روسيا، ملوحة بفرض رسوم جمركية، وهي خطوة قد تعيد رسم خريطة تدفقات الطاقة العالمية في المستقبل القريب.

وعلى الصعيد الأمني، تعرضت مصفاة نوفوكويبيشيفسك الروسية لهجوم بطائرة مسيرة، ما أدى إلى توقف عمليات المعالجة فيها، وهو ما سلط الضوء مجددًا على هشاشة البنية التحتية للطاقة في بعض مناطق العالم، وزاد من حدة المخاطر التي تحيط بإمدادات النفط.

في ظل هذا المشهد المعقد، يظل مستقبل أسعار النفط مرهونًا بعوامل متعددة، أبرزها قرارات مجموعة أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج، وتطورات المشهد التجاري العالمي، فضلًا عن مدى توازن العرض والطلب في الأسواق. وتبقى الأسواق في حالة ترقب لأي إشارات أو تطورات جديدة قد تؤثر على مسار الأسعار خلال الفترة المقبلة.