الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 07:52 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

السعودية تتسارع في خفض اعتمادها على النفط لتوليد الكهرباء

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:39 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
السعودية
السعودية

تواصل السعودية تسريع خطواتها نحو تقليص اعتمادها على النفط في توليد الكهرباء، ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى تنويع مزيج الطاقة وتعزيز الاستدامة، بحسب تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية نقلته وكالة بلومبرغ.

وترى الوكالة أن هذا التحول لا يقتصر على تقليص الانبعاثات وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، بل يسهم أيضاً في تحرير كميات كبيرة من النفط الخام للتصدير، ما ينعكس إيجاباً على الإيرادات النفطية للمملكة.

تراجع استهلاك النفط في توليد الكهرباء

أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري لسوق النفط إلى أن استهلاك السعودية من النفط الخام وزيت الوقود والديزل في توليد الكهرباء تراجع بشكل ملحوظ خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، في مؤشر واضح على التقدم نحو تحقيق هدف خفض مليون برميل يومياً من الوقود النفطي المستخدم في الكهرباء بحلول عام 2030.

وأضاف التقرير أن الطلب على هذه المشتقات تراجع بنحو 100 ألف برميل يومياً خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، رغم ارتفاع عدد أيام الاحتياج للتبريد بنسبة 1.6% وزيادة عدد السكان، وهو ما يعكس تحسناً في كفاءة استهلاك الطاقة وتوسعاً في استخدام مصادر بديلة.

تحول طاقي واسع نحو المتجددة

تستهدف المملكة توليد ما بين 100 إلى 130 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي الطاقة الشمسية المنتجة في الهند.
وبحسب تقرير «مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» الصادر عن الوكالة، فإن هذا التحول قد يمثل أكبر خفض منفرد في الطلب العالمي على النفط خلال السنوات الخمس المقبلة.

ووفق المحلل خافير بلاس، فإن تراجع استهلاك السعودية المحلي من النفط يمثل «ورقة جديدة» في تحديد ذروة الطلب العالمي على الخام خلال العقد الحالي.

الغاز الطبيعي يعزز التحول السعودي

تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يسهم مشروع الجافورة للغاز الطبيعي، الذي من المقرر بدء تشغيله هذا العام، في زيادة كبيرة في إمدادات الغاز وسوائل الغاز الطبيعي، ما يتيح للمملكة خفضاً أكبر في استخدام النفط لتوليد الكهرباء خلال السنوات المقبلة.

تراجع حصة النفط في مزيج الطاقة الإقليمي

أوضحت الوكالة في تقرير سابق أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتجه إلى خفض حصة النفط في توليد الكهرباء من 20% حالياً إلى نحو 5% بحلول عام 2035، رغم توقع ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة 50% خلال الفترة نفسها.
وسيحل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة محل النفط تدريجياً، بفضل استثمارات ضخمة في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.

تحويل النفط المحلي إلى صادرات إضافية

قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن السعودية والعراق، وهما أكبر منتجين للنفط في منظمة «أوبك»، سيتمكنان بحلول عام 2035 من تحويل نحو 720 ألف برميل يومياً من النفط المستخدم في الكهرباء إلى التصدير أو الاستخدامات الصناعية ذات القيمة الأعلى.
وأضاف أن هذه الكميات ستزيد المعروض العالمي وتوفر إيرادات إضافية بالعملات الصعبة للدول المنتجة.

الغاز يقود مزيج الطاقة الجديد

أشارت الوكالة إلى أن قدرات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين، لتشكل حالياً نحو ثلثي إنتاج الكهرباء في كل من السعودية ومصر والإمارات وإيران.
ومن المتوقع أن ترتفع القدرات الإنتاجية لمحطات الغاز بأكثر من 110 غيغاواط خلال العقد المقبل، لتضاف إلى 350 جيجاواط قيد التشغيل في عام 2024، مما يعزز مكانة الغاز كمصدر أساسي للطاقة في المنطقة.

هذا الخبر برعاية

موضوعات متعلقة