تراجع أسعار النفط للجلسة الرابعة وسط وفرة الإمدادات وضبابية المشهد الجيوسياسي

شهدت أسعار النفط تراجعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لتواصل موجة الخسائر الممتدة للجلسة الرابعة على التوالي، مدفوعة بمؤشرات على تباطؤ الطلب العالمي وزيادة المعروض من الخام، وسط حالة من عدم اليقين السياسي بشأن مستقبل إمدادات الطاقة.
وتُواجه الأسواق ضغوطًا متزايدة نحو تسجيل خسارة أسبوعية، في ظل التطورات الجيوسياسية التي طغت على المشهد، بعد الإعلان عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجر، بهدف بحث سبل إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، وهو ما قد يُعيد رسم خارطة إنتاج وتصدير الطاقة عالميًا.
بالتوازي، يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إلى واشنطن لعقد محادثات في البيت الأبيض، حيث يسعى للحصول على دعم عسكري إضافي، يتضمن صواريخ توماهوك بعيدة المدى، بينما تواصل الإدارة الأميركية ضغوطها الدبلوماسية على كل من الهند والصين للحد من مشتريات النفط الروسي، في محاولة لتقييد تدفقات الإيرادات إلى موسكو.
وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة الخميس 16 أكتوبر/تشرين الأول على انخفاض بلغ 1.5%، مواصلة سلسلة الخسائر منذ بداية الأسبوع، في وقت تشهد فيه السوق تحركات أميركية تهدف إلى تضييق الخناق على مبيعات النفط الروسي.
أسعار النفط خلال تعاملات اليوم
تراجع خام برنت القياسي (تسليم ديسمبر 2025) بنسبة 0.33%، ليسجل 60.85 دولارًا للبرميل.
كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي (تسليم نوفمبر 2025) بنسبة 0.38%، ليسجل 57.24 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا التراجع بعد أن أغلق الخامان القياسيان جلسة الأربعاء الماضي على انخفاض تجاوز 1.3%، ليبلغا أدنى مستوياتهما منذ مطلع مايو/أيار، وفقًا لبيانات منصة "الطاقة" المتخصصة في أسواق النفط والطاقة العالمية.
خسائر أسبوعية وسط توقعات بزيادة المعروض العالمي
على الصعيد الأسبوعي، خسرت أسعار النفط نحو 3% من قيمتها، مدفوعة بتقارير سلبية أبرزها توقعات وكالة الطاقة الدولية التي رجّحت ارتفاعًا كبيرًا في المعروض النفطي خلال العامين المقبلين.
وبحسب التقرير الصادر عن الوكالة، من المتوقع أن يرتفع المعروض العالمي من النفط بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا في عام 2025، ليصل إلى 106.1 مليون برميل يوميًا، مع استمرار النمو بمقدار 2.4 مليون برميل يوميًا إضافية في 2026.
وأوضحت الوكالة أن الدول غير الأعضاء في تحالف "أوبك+" ستكون المحرك الرئيسي لهذا النمو، إذ ستضيف بمفردها 1.6 مليون برميل يوميًا في 2025، و1.2 مليونًا في 2026، بقيادة كل من الولايات المتحدة، البرازيل، كندا، غايانا، والأرجنتين.
في المقابل، يُتوقع أن يسهم تحالف "أوبك+" بـ 1.4 مليون برميل يوميًا في 2025 و1.2 مليونًا في 2026، وفقًا لاتفاقيات الإنتاج الحالية داخل التكتل.