الأسهم السعودية تواصل التراجع تحت ضغط القطاع المصرفي وغياب المحفزات
واصلت سوق الأسهم السعودية مسارها الهابط مع افتتاح تعاملات الأسبوع، متأثرة بتراجع أسهم القطاع المصرفي وضعف معنويات المستثمرين بعد انتهاء موسم النتائج الفصلية، في ظل غياب محفزات جديدة تدعم صعود المؤشر.
تراجع في قيم التداول وانحسار مشاركة المؤسسات
أشارت ماري سالم، محللة مالية، إلى أن السوق تشهد ابتعاداً نسبياً من جانب المؤسسات والصناديق والأجانب، وهو ما يبدو واضحاً في انخفاض متوسط قيمة التداولات اليومية إلى نحو 3.9 مليارات ريال خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بخمسة مليارات في الأسبوع السابق له.
فتور في المعنويات بعد تأجيل رفع حدود الملكية الأجنبية
شهدت السوق موجة تفاؤل قوية في النصف الثاني من سبتمبر مدفوعة بتوقعات حول رفع حدود الملكية الأجنبية، إلا أن هذه المعنويات تراجعت لاحقاً بعدما تأجلت الإجراءات المنتظرة إلى العام المقبل.
وكان رئيس هيئة السوق المالية محمد القويز قد أوضح في «مبادرة مستقبل الاستثمار» أن الهيئة ستعيد دراسة سياسة ملكية الأجانب خلال العام المقبل، وهو ما انعكس سلباً على السوق التي فقدت أكثر من 4% منذ ذلك الحين.
تراجع المؤشر العام تحت ضغط البنوك والأسهم القيادية
افتتح مؤشر «تاسي» تعاملات اليوم متراجعاً بنسبة 0.3% إلى مستوى 11140 نقطة، متأثراً بانخفاض أسهم القطاع المصرفي، إلى جانب ضغوط من أسهم قيادية مثل «أرامكو» و«سابك» و«أكوا باور».
وتقول ماري سالم إن السوق تتحرك حالياً في نطاق من عمليات جني الأرباح والتداولات السريعة، مرجحة استمرار هذا النهج حتى نهاية العام ما لم تظهر متغيرات مؤثرة، مثل مراجعة «إم إس سي آي» المرتقبة أواخر الشهر.
القطاع المصرفي تحت المجهر
انخفض مؤشر القطاع المصرفي بنحو 1.9% خلال الأسبوع الماضي، رغم تسجيل البنوك أرباحاً قوية في الربع الثالث.
ويُرجع هشام أبو جامع، كبير المستشارين في «نايف الراجحي الاستثمارية»، الضغوط الحالية إلى اعتقاد بعض المستثمرين بأن القطاع بلغ ذروة النمو، في ظل ارتفاع معدلات الإقراض، مشيراً إلى أن البنوك ما تزال تحقق نتائج قياسية ربعاً بعد آخر.
«بترو رابغ».. تحسن مالي يدعم السهم
على صعيد متصل، أعلنت شركة «بترو رابغ» خفض خسائرها المتراكمة إلى 39.94% من رأس المال بنهاية أكتوبر، انخفاضاً من 51.29% في سبتمبر، إلى جانب سداد مبكر لجزء من قروض المرحلة الثانية بقيمة 3.7 مليار ريال.
هذا التطور دفع سهم الشركة للارتفاع بأكثر من 2% في بداية التعاملات قبل أن يقلص مكاسبه إلى 0.5% عند 9 ريالات للسهم.
ويشير ماجد الخالدي، محلل مالي إلى أن خفض الخسائر كان متوقعاً من جانب المستثمرين نتيجة زيادة رأس المال، بينما يُتوقع أن يسهم السداد المبكر للقروض في خفض تكاليف الفوائد وتحسين صافي الربح، مع ضرورة الانتباه إلى استمرار التحديات التشغيلية للشركة.













