الأسهم السعودية تواصل تراجعها وسط ضغوط البنوك والطاقة
واصلت سوق الأسهم السعودية تراجعها اليوم الأربعاء، لتسجّل ثاني جلسة هبوط على التوالي وأطول سلسلة خسائر يومية في نحو شهرين، وسط ضغوط من أسهم البنوك والطاقة ونتائج فصلية متباينة للشركات المدرجة، إلى جانب موجة بيع عالمية وتأجيل تعديلات تنظيمية كانت مرتقبة قبل نهاية العام.
وقالت ماري سالم، محللة مالية، إن المعنويات السلبية في السوق تعود إلى موسم نتائج أعمال "جاء أقل من التوقعات في معظم القطاعات باستثناء البنوك"، إضافة إلى تأثير التراجعات في الأسواق العالمية وتأجيل تحرير ملكية الأجانب الذي كان منتظراً نهاية 2025.
نتائج مستقرة وتأثير محدود
أوضحت سالم أن نتائج الشركات المعلنة حتى الآن تظهر نمواً لا يتجاوز 0.6%، وهي نسبة طفيفة انعكست على ثقة المستثمرين.
وأضافت: "هناك حذر واضح في التفاعل مع الأسواق العالمية، كما أثّر تأجيل تعديل حدود ملكية الأجانب وإلغاء نظام المستثمر المؤهل على قرارات بعض المستثمرين الذين فضلوا الخروج المؤقت أو الانتظار".
وفي التعاملات المبكرة، تراجع مؤشر "تاسي" العام بنسبة 0.8% إلى 11305 نقاط، متأثراً بانخفاض أسهم البنوك والطاقة، بينما سجلت شركات كبرى مثل سابك وأكوا باور تراجعاً بعد إعلان نتائج دون التوقعات في وقت سابق من الأسبوع.
نتائج "صافولا" تتفوق على التوقعات
في المقابل، دعمت نتائج مجموعة صافولا الاتجاه الإيجابي لبعض الأسهم الفردية، إذ أعلنت الشركة ارتفاع أرباحها الفصلية بأكثر من الضعف خلال الربع الثالث من عام 2025، متجاوزة توقعات المحللين، نتيجة عكس مخصصات الزكاة عن سنوات سابقة وتحسن الأداء التشغيلي في قطاعات الأغذية والتجزئة.
وقال ماجد الخالدي، محلل مالي، إن صافولا "استفادت من عملية إعادة الهيكلة التي نفذتها العام الماضي، بما في ذلك التخارج من شركة المراعي وتقليص الديون"، موضحاً أن ذلك "عزز صافي الربح بعد أن تم تسديد الالتزامات المالية مبكراً".
وارتفع سهم صافولا بنحو 3% في التعاملات المبكرة عقب إعلان النتائج، فيما رأت ماري سالم أن تفاعل المستثمرين في هذه المرحلة "يظل محدوداً بأسهم الشركات التي تعلن نتائج قوية دون أن ينعكس بشكل ملحوظ على أداء المؤشر العام".
ويأتي التراجع الحالي للسوق السعودية وسط حالة من الترقب لقرارات تنظيمية مرتقبة في مطلع العام المقبل، في وقت يراقب فيه المستثمرون مسار أسعار النفط وتوجهات السياسة النقدية العالمية التي تواصل الضغط على الأسواق الناشئة.













